وليم فوكنر،،،الجنوبي الذي علمني السحر!!/ مقال للكاتبة والروائي شوقي كيم حسن / العراق ,,,,,,,,,,,,,,,

وليم فوكنر،،،الجنوبي الذي علمني السحر!!

*في الركن القصي من اكداس الكتب غير المعتنى بها عند باب مكتبة النهضة، وجدت كتيباً دون عناوين مثيرة،يلوح ناحيتي، لم يك

الكتيب سوى سيرة ذاتية لكتاب أمريكي،اثار

الكثير من الجدل حتى عده البعض الاب الشرعي للرواية العالمية،وهو الذي منح الادب

الامريكي الصدارة ،لم يغادر جنوب وجوده الى ايما مدينة،ظل متمسكاً وبعناد بكل تفاصيل يومه الجنوبي المليء بالصخب والعنف،كائن يتأمل بهدوء،ويكتب بقسوة،الكتاب الذي اقتنيته على عجل كان رخيص الثمن، غالي المعارف يكشف عن وجه ماكنت أعرفه عن كاتب سمعت عنه كثيراً دون أن اجد ما اقرأ له،

كنت اعتقده روائياً قاصاً،لكنه السيرة أظهرت

أنه شاعر مغاير يختلف بفهمه للشعر عن سائر شعراء بلاده،لكن السرد الروائي اخذه بيسر الى عوالمه ليقدم مجموعة من أهم الروايات التي

أخذته بيسر ليقف بين يدي كهنة نوبل،صار الامريكي الجنوبي الوحيد الذي نال نوبل،بخوف

ان لا احصل على ما يعرفني بهذا المعلم الإنساني المبتكر،رحت أبحث عن مايروي عطشي،جولة شبه مستمرة بين المكتبات،حتى

كدت اصاب بخيبة الأمل،أذ من غير المعقول

ان تهمل الترجمة العربية كاتب مهم وثر مثله،

حتى جاءت اللحظة الحاسمة،لحظة فتقت أمامي كل مسارات الإبتهاج،،طبعة صدرت للتو

لاهم واعظم ما كتب فوكنر،رواية (الصخب والعنف)بترجمة شديدة القرب من الرواية الاصل لجبرا ابراهيم جبرا،وهو مترجم حريص على ان يقدم لمتلقيه العربي ما هو مختلف ومغاير،على عجل اقتنيت نسختي،فتلك رواية

مهمة يتعلم منها الإنسان مالم يتعلمه من غيرها،أن تقرأ بنهم يعني أنك تمارس جنونك بطريقة متحدية تسعى الى الكشف والامتثال،

بعد قرأتين متتاليتي ،وهذا مالم يحدث معي من قبل،أتصلت بالفنان المشاكس الغريب الاطوار،صديق رحلتي المعرفية المسرحية(كريم چثير) لأحدثه عن بنجي اغرب شخصيات الرواية

وأكثرها انفلاتاً،اتفقنا بسرعة على أن نحول هذا الفصل الجريء التجريب الى مسرحية يجسدها

(كريم)واقوم باعدادها واخراجها،وهذا ما كان

مدينة الثورة،بكل مآسيها ،تضيف الجنوبي وليم فوكنر لتقدم مسرحية لاتقل خبالاً عن خبالنا،

حين حدثت الاستاذ الراهب يوسف عبد المسيح ثروة عن الامر،ودعوته احضور العرض

لوح بكلتا يديه،ضاحكاً،وهو يصرخ بعلو صوته،

(وقح ،،مجنون،،لا اعرف الى أين تصل بك جرأتك)؟؟

لم استطع الرد،كانت شخصية بنجي ومازالت حتى الان تمخر عباب روحي مع سؤال لم استطع الحصول على إجابته،رجل مجنون بعقل طفل يصعد جداراً ليروي لاخوته تفاصيل حفلة

صاخبة تقام وراء الجدار مالذي يمكن أن يقول؟

بنجي الذي منحته عراقية محزنه،ولد مخبول اخذ عنوة الى الحرب..ولحظة هجوم شرس يرى أمه تقف غير بعيد عنه ليروي لها مايحدث

بحسب ما يفهم ويعتقد أنه صحيح وحاصل!!