وصية عائد الى التراب / للشاعر والروائي علي البدر / العراق ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- Apr 26
- 1 min read

"وصِيَّةُ عائدٍ إلى التُراب"
علي البدر
لم أمتْ، بل عدتُ إلى الأصلِ،
إلى الترابِ الذي خبّأ اسمي،
إلى الريحِ التي علّمتني أن الجسد…
ليس كل الحكاية.
لا تبكين. بكاؤكِ يحبسني،
كأنكِ تنقشين وجهي في حجر، وأنا
ما عدت أطيق الصلابة.
أتذكرين؟ كنا نركضُ نحو الحقيقة،
ننقش الامل خلال ابتسامة طفل
ومسح دمعة لامرأة مسكينة
فقدَتْ زوجها بحرب مجنونة
نضحكُ حين نُصاب،
نؤمن أن العالمَ لعبةٌ، وأننا
سنربح في النهاية، نربح الفهمَ، نربح الخلودَ
نذوبُ في المطر نسقي الورود
ويراقصنا الشجر واعرف
أن ألم فراقكَ لايطاق، وها أنا
يا حبيبتي قد غبت قبلك،
كي تتعلّمي وتفهمي وتتيقني
أن البقاء لا يعني الحياة.
هنا، في الظل، كلُّ شيء واضح:
الزمنُ يشبه حشرةً تحفر داخل الصمت،
والخلودُ لعبةٌ مكسورةٌ، بلا قواعد
كنتُ أخاف الغياب، أخشاه.
كما يخشى الطفلُ باباً مغلقاً.
وفي فسحةٍ بين الحلم والرماد،
أرقدُ كما الشوق على حافة السكون،
وليس في الأمر لوم،
الأرواح تمشي بلا ساعة، ولا تعترف بالمواعيد
وروحي علقت في أغنية، ووقفتْ
عند السطر الذي لم تكتبه يدكِ بعد.
أنتظر، كما تنتظر النجمة نهاراً
كلُّ شيء هنا ساكنٌ،
حتى الحنينُ، لبس رداءَ الخلود،
تعالي، لا تُطيلي الغياب
امسحي براحتيكِ التراب
فالأبدية مملة من دونك.
ليس لنقول شيئاً، بل لنسكت معاً،
ونصنع من صمتنا
لغةً لا تُنسى.
علي البدر Ali Albadr
Comments