top of page
Search

نعش العراق يُدَقّ بمسامير مرتزقة الشعب/ مقال للكاتبة انتصار الحسين / العراق ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

  • Writer: وهاب السيد
    وهاب السيد
  • Apr 10
  • 2 min read



نعش العراق يُدَقّ بمسامير مرتزقة الشعب

بقلم: انتصار الحسين

يقول المثل الياباني: ابتعد عن المعلم سبعة أقدام حتى لا تدوس على ظله.

هكذا جسّدت اليابان عظمة تقدمها ورقيها، عندما جعلت احترام المعلم أساسًا لبناء مجتمعها المتحضّر. المعلم بالنسبة لهم هو مفتاح التطوّر، والعمود الفقري للتنمية.

بينما في العراق، لمجرد التظاهر، يُضرب المعلم ويُسفك دمه، وتُجنَّد مئات البيجات والصفحات التي صمتت دهراً ونطقت كفراً.

فرغم كل الفساد والهدر في المال العام وسرقات القرن وارتفاع الدولار وفرض الضرائب على كل شيء تقريبًا، تركت هذه الممولات والبيجات والصفحات كل هذا الفساد واتخذت المعلم مادة للتنكيل. وكأن المعلم يحاول أخذ ما في جيوبهم، وليس من الدولة التي تتبرع بمليارات سنويًا لدول أخرى، بينما شعبها فيه من يلوكون الصخر خبزاً، كما يقول الشاعر.

ولكن شعب يُحارب بعضه بعضاً ويُقسّم ظهره لا يمكن أن يتحرر من قبضة الفساد، ولن يتغير طالما أنه يذهب ليُصوّت لمن سلب حقوقه وأهانه.

حتى أننا سنجد بعض المعلمين أنفسهم يوم الانتخابات في لجان الإشراف، وآخرين يقومون بحشد المواطنين لصالح ذات الأحزاب، متناسين كل البلاء الذي حل بالشعب من قيادتهم الفاشلة.

بينما تتفنّن الأحزاب في استغلال كافة شرائح الشعب وأولهم الفقراء بأبشع الطرق، مستغلة حاجتهم من خلال مئات المؤسسات الإنسانية التي تساوم الأرامل والمحتاجين على استنساخ بطاقة الناخب كنوع من ضمان التصويت لمرشحهم مقابل بعض الطعام أو حفنة رز وقارورة زيت لا تسمن ولا تغني من جوع. بل إن هذه الممارسات، بأدلتها الواضحة، أصبحت منهجًا يُستخدم لتزوير إرادة الشعب أو ابتزاز صوته.

بينما هناك شرائح من الشعب تتحطم يوميًا. أذكر منهم الأرامل المعيلات للقُصر المؤجرات، اللواتي ينقلن أطفالهن كما تنقل القطة أطفالها من مكان إلى مكان، في أسوأ المناطق العشوائية المخيفة التي يخشاها الرجال، فكيف بنساء وحيدات مع القاصرين؟

تتنقل بين بيوت خاوية مع أطفالهن ويضطررن للعمل ومدّ اليد لهذا وذاك لتأمين إيجارهن. ومنهن من اتجه لجمع القمامة. كيف للمرأة تحمُّل كل هذا وهي تمد أسلاك لسحب الكهرباء وتنقل الأثاث المتهالك، وتنقل الأطفال لمدارس جديدة بين سنة وسنة، وأغلبهن حتى الرعاية الاجتماعية لا يمتلكنها!

وهذا مجرد شرح لنوعٍ واحد من أنواع الفقراء، وليس خيالًا أو مجرد طرح، فأنا متعايشة مع هذه الشرائح بكل تفاصيلها ومأساتها، الذين منهم المجنون والعاجز، والذي ينام ويصحو والألم يأكله ولا يملك ثمن العلاج. كما حدث في صباح العيد، إحدى الأيتيمات تبصق دمًا ولا ناصر ولا معين.

بالمقابل، يحاول أبواق السلطة تلميع الحكومة بشتى الوسائل والحيل، حتى وصل بهم الأمر إلى الإخراج شبه المسرحي، حيث يلتقي المسؤول بالمواطن المُتنعّم والفرح بالإنجازات وغيرها من الحيل التي يصدرها المتملقون من الشعب. هؤلاء الذين يدقّون المسامير لصنع نعش العراق الذي مات فيه كل شيء بسبب السلطة الفاسدة والوجوه المكررة (الكوبي بيست) التي لا تخجل من إطلاق نفس الوعود كل مرحلة انتخابية.

ولا نجد من يشن هجمات عليهم كما تُشن اليوم الممولات على المعلم. وكأن المعلم نور زهير أو ابن السياسي الذي كان ذليلاً بين الدول، واليوم لديه إمبراطوريات في الخارج ويعيش رفاهية تتعدى الخيال.

ختامًا، العراق لن ينهض ما لم تتم معالجة جذور الفساد والتخبط السياسي، والعمل على تثقيف شعبه ليكون أداة للتغيير لا أداة للاستغلال. احترام المعلم ودعمه هو الخطوة الأولى نحو بناء دولة تحترم شعبها وتصون كرامته.

 
 
 

Comments


موقع فنون الثقافي

©2024 by موقع فنون الثقافي . Proudly created with Wix.com

bottom of page