نجوم في سماء الفن التشكيلي / لقاءات ثقافية /الفنان التشكيلي : عدنان عبدالقادر الرسام/ العراق/ اجرت اللقاء ايسر عبد الوهاب البياتي / العراق ,,,,,,,,,,,,,

وهاب السيد
May 21
5 min read

نجوم في سماء الفن التشكيلي *

تقديم وتصميم :

أيسر عبد الوهاب البياتي/ العراق محافظة كركوك

‏( الرسم فن لا يجيده إلا من ارتقى خياله ، ومن وسع أفقه ، من له عين باصرة ، وقلب نافذ ، والفرشاة التي يستعملها الرسام تحمل في طيها كثير من المعاني التي لا يستطيع أن يبوح به.

‏

* ضيفنا وضيفكم اليوم هو صاحب الريشة الساحرة والفكرة العبقرية.

*- بداية أرحب بالفنان عدنان عبد الكريم الرسام ويسرني أن أجري معك هذا اللقاء أهلاً وسهلاً ؟

- في البداية أشكركِ على هذه الفرصة القيمة والإهتمام الخاص بهموم الفنانين ومشاعرهم وأعمالهم وآمالهم داعين لك بالصحة والسلامة لخدمة المسيرة الفنية الرائدة في العراق ...

*- متى أحسست بأنك تميل إلى الرسم ؟

- بخصوص سؤالكِ ، عشقت الرسم منذطفولتي وقبل دخولي المدرسة بسبب حبي للشخصيات الكارتونية آنذاك فانقلب هذا الحب إلى أن دفعني لرسم هذه الوجوه الكارتونية التي كانت تدغدغ أحاسيس الأطفال المحرومين من بديهيات الحياة آنذاك ، نعم من هناك كانت البداية والخطوة الأولى في المشوارالفني الطويل .

*- من يساندك في الرسم ؟

- للأسف لقد بدأت وحدي ومازلت مستمرًا لوحدي ، فأنا والفنانون عموما نعاني من العزلة والتهميش سواء من المحيط الشعبي أو الوسط الحكومي وجميع الحكومات المتعاقبة على سدة الحكم في العراق ، إذ لم يكن الفن والفنانين والحركة الفنية جزءًا من أولوياتها والفنان هو الذي يكافح ويحمل العبئ في الاستمرار ... عدا بعض الفنانين اللذين استضلوا بضلال السلطة وتلقوا الدعم والهبات المالية وفرص المشاركة في مهرجانات عربية وعالمية فكان الثمن هو التنازل عن القيم الإنسانية والفنية وهوثمن باهض ، هذا عتب شديد اللهجة إلى الحكومة العراقية ووزارة الثقافة العراقية التي لاوجـود لهـا في الـواقع ...!!

*- هل لك علاقة مع بقية الفنون الأخرى

- كالأدب

- الموسيقى

-المسرح

- وهل هذه العلاقة متنافرة أم متداخلة ، أم ماذا .؟

- نعم بالتأكيد ، فأنا كاتب وشاعر وعندي كتب غير مطبوعة ولنفس الأسباب الآنفة الذكر لم أستطع طبعها ، أما بخصوص الموسيقى ، فأنا أعشق الموسيقى وأحببت العزف على ( الگیتار ) واعتبر الموسيقى مصدر دفع والهام للكثير من أعمالي ، ببساطة أرى أن الموسيقى هو التاج اللذي يزين الأعمال الفنية ويعطيها النكهة الخاصة بها ...

*- سؤال لأبد منه ما هي المدارس تأثرت بها في مسار الفن؟

- كل فنان يتأثر في بداية مشواره ببعض المدارس و الفنانين ، انا تأثرت بالمدرستين ، الواقعية والكلاسيكية ، شيئ من هذا وشيئ من ذاك كونت لنفسي أسلوبًا متميزًا في الواقعية ونكهة متغيرة في فن التجريد أو الحديث عمومًا ، تنشر أعمالي في العشرات من المواقع الفنية العربية والآسيوية وتلمست بوضوح شديد مدى الإقبال على لوحاتي الفنية من خلال تعليقات كبار الفنانين والمتابعين وذواقة الفن التشكيلي في العالم العربي .

* - كيف توازن بين نفسك الإنسان والتشكيلي؟

- مصاعب الحياة وتربية الأولاد اثقلت كاهلي وبطئت خطواتي في الآونة الأخيرة هذا التجاهل الحكومي الواضح جرحني من الأعماق ، ولكني قررت التحدي والمضي قدما فكان القرار صعبًا والمسيرة شائكة ولم يتبقى سوى خطوات للخروج من هذا النفق المضلم ...!!!

*- نظمت العديد من المعارض المتميزة في العراق وخارجها، هل تمكنت من تكوين جمهوراً وعشاقاً لك ؟

- دون أدنى شك فقبل سفري بسنوات هيأت لذلك الأرضية عبر الإنترنت ونشرت لوحاتي في عشرات ألمواقع الفنية وتبين لي ثقلي الفني والسحر التي افظته مواضيعي ولوحاتي على أحاسيس الجمهور العربي المتعطش لكل ماهو جديد وماقدمته لهم كان جديدًا بالفعل فكانت شهرتي قد سبقتني إلى تلك الدول التي زرتها .

* - هل لك طقوس خاصة في الرسم؟

- كلا ، فأنا أرسم متى أشاء أو أضل في سبات لعشرات الأيام ، أرسم عندما تكتمل الصور في ذهني وتملؤني الرغبة في تجسيد أحاسيسي على اللوحة ومواضيعي إنسانية بحتة تتلخص في كلمتان ، الأمل والعمل ..

*- كيف ترى الفن اليوم .... وما دوره...؟

- للأسف الحركة الفنية في العالم العربي عمومًا والعراق خصوصًا في ضمور وخمول بسبب الأحداث السياسية والأوضاع الاقتصادية المتردية ، فكانت لها انعكاسات سلبية على الفن والفنانين والمسيرة الفنية وتسجل هذا كسجل مخزي للحكومات العربية وخاصة الحكومة العراقية أليس عجيبًا أن نرى أن الحركة الفنية في الستينيات كانت أنشط وأقوى وأكبر هيبة وحظورا من اليوم متمثلة بعمالقة الفن التشكيلي أمثال ( فائق حسن وخالدالرحال وجـواد سليـم ...... الخ ).

*- كيف ترى واقع الساحة التشكيلية في العراق ...؟

- كما أسلفنا ، أنه واقع متردي ومؤلم ومخزي ، فالفن والحركة الفنية في ركود وشتات ، فلا اهتمام ولارابطات فنية قوية تجمع الفنانين والدعم يذكر اثقلت كاهل الفنان وجيبه وبات مكان العراق شبه خالي في المهرجانات الدولية التي تقام على مدار العام بسبب عدم دعم الدولة العراقية لسفر الفنانين ، وكل هذه الإمكانات المادية تذهب هدرًا في اتجاهين قذرين هما الحرب والفساد التي انهكت الدولة وشلت مفاصلها ..

*- بعض الفنانين يرسمون أعمالاً تحتوي على رموز وتشكيلات لا يفهمها الكثيرون.

فكيف يمكن الجمهور فهم هذه الأعمال وتفسيرها وماذا تقول عنهم كفنان ؟

- كل فنان له خصوصياته وارائه الفنية وكل له أسلوبه الخاص في الرسم والتلوين والتعبير أنا احترم هذه الخصوصية فكل يقدم خلاصتة الفكرية والفنية مطعما بنكهة شخصية ... فأنا لااحصر الفن للفن ، أو لمجموعة من الذواقة الارستقراطيين أو الأثرياء الذين يقتنون لوحات الفنانين ولايفقهون منها شيئا ، بل أنا مع تبسيط اللغة الفنية ، فجوهر الفن من البسطاء وللبسطاء ،

انا اعمل في اتجاهين مختلفين ، الأولى فن البسطاء ، والثانية فن النخبة والتي أبرز فيها قدراتي الفنية واللونية في أسلوب خاص وتكنيك متغير دومًا وهنا تكمن الفكرة ...

*- ما هي الرسائل والأفكار التي تحاول إرسالها من خلال لوحاتك؟

- ببساطة أنا أعمل على أوتار الإنسانيه

ومواضيعي محصورة في هذا الإتجاه ، فالإنسان هو محور الحياة وجوهرها ، فكل شيئ يجب حشره وحصره في سبيل الإنسان وإنهاء المعاناة الإنسانية ...

*- بمن تأثرت من الفنانين العرب أو العالميين؟

- لم اتـٲثر بفنان معين بل أخذت من هذا وذاك ومن كل شيئ شيئ وكونت لنفسي رؤية واضحة ..

*- ما هي أقرب اللوحات إليك؟

- لوحاتي كلها قريبة إلى قلبي ، لكن هناك لوحات تجتمع فيها معاناتي مع معانات الآخرين وهي الأقرب إلى قلبي حتما ...

* - ماهي مشاريعك الفنية القادمة ..؟

- انا منهمك بمشروعي الفني ( ذروة الهـارموني ) وهو الأكبر عربيًا إذ يضم ٲلف لوحة واجهت مصاعب كبيرة لكن التجاهل وعدم الاهتمام من الجهـات المعنيـة يبعـث الإحباط في النفس ويزيد من الامتعاض ، لكن جوهر المسألة تكمن هنا ، فإما الاستسلام واعتزال الفن وإخلاء الساحة للانتهازيين ، وأما المضي قدما ... وأنا قررت تكملة المشوار بالرغم من المصاعب التي اعترضتني وتعترضني ....!!!

- كلمة أخيرة أوجهها إلى الأدباء والفنانين ، اتحدوا ورصوا صفوفكم فما تعانونه هو نتيجة واضحة لتشتتكم وكونوا على ثقة الأمان توحدت صفوفكم ولهجة خطابكم ستركع لطموحاتكم هذه الحكومة الفاسدة التي عادت ببلاد الحضارات إلى العهود المضلمة واخرتنا في مواكبة الحضارة الإنسانية والعودة بالعراق إلى الواجهة والمكانة التاريخية التي تستحقها ...!!!

شكرً ا جزيلًا

*- واليكم سيرة ذاتية للفنان التشكيلي عدنان عبدالقادر الرسام

- الاسم : عدنان عبد القادر الرسام

- من مواليد : 1971

- البلد : العراق / مدینة خانقين

- التحصيل الدراسي / دبلوم معهد الفنون الجميلة / قسم الرسم

- له من المعارض الشخصية ( 30 ) معرضاً ،

- وله عشرات المشاركات خارج العراق في المانيا والسويد وعربيا كفلسطين ومصر ولبنان والمغرب وله مشاركات محلية داخل العراق ،

- وله أكبر ترسانة فنية في العراق اذ بلغت عدد لوحاته اكثر من (2000) لوحة ،

- وهومتأثر بالمدرسة الواقعية وله أسلوبه الخاص في الرسم الحديث ..

- وله مشاركات في داخل وخارج العراق ، حصل على شهادات دولية ودروعاذهبية وتلقى عشرات الدعوات لزيارة دول عربية كالجزائر والسودان والإمارات والأردن اعتذر عنها بسبب عدم دعم الحكومة لسفره لكنه ابى أن يكمل المشوار على الدروب الشائكة يملؤه رغبة التحدي والثقة بالنفس ،

والعطاء مازال مستمراً ...عدنان عبدالقادر الرسام