نَفَسٌ من نُورِكَ…!!/ للروائي شوقي كريم حسن / العراق ,,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- May 10
- 1 min read

نَفَسٌ من نُورِكَ…!!
٠٠٠يا من سكنْتُكَ قبل أن أكون،
وذكرتُكَ في صمتِ الطينِ وهو يُشكَّل،
ما نَفَسِي إلا صدى نَفَسِكَ،
وما قلبي إلا وَهْجُكَ إذا تجلّى.
أحببتُكَ…
لا لأنكَ أنت،
بل لأن لا أنا كنتُ حين أحببت.
أنا الحريقُ في عينيك،
أنا السرُّ الذي خبّأتَه في سِدرة المنتهى،
أنا التائهُ فيكَ، المُقامُ فيكَ،
لا أرضٌ تحت قدمي،
ولا سماءٌ إلا جبينُكَ العالي.
ناديتني فلبّيتُ،
خلعتُ الأسماء،
نسيتُ الطريق،
ذُبتُ… حتى لم يبقَ منّي سوى “هو”.
هل ،،أنا أنا؟
أم ظلّكَ إذا مرّ على الماء؟
خيالُكَ حينَ يسهو النورُ عن جسده؟
ذِكراكَ حين تنسى الذاكرة،
أنا وجدُكَ إذا جفّت كتبُ العارفين.
سلَكتُ دروبَ العدمِ،
وجدتُكَ أولَ النَفَس،
وآخرَ الوصل،
قبلَ السؤال… كنتَ الجواب.
فخذني إليك،
لا أريد منكَ سوى أنت،
ولا من الدنيا سوى أن أُلقّبَ باسمِكَ،
إذا ناداني النور،
وإذا شهقَ الترابُ بشوقِ العائدين
ذُبْتُ…
ذُبْتُ حتى ما عدتُ أعرفني،
صار اسمي حرفًا ساقطًا من لسان الأزَل،
و كياني مِدادًا سال من عرشِكَ،
كتبني في لوحِ العاشقين.
ما عدتُ أنظرُ إليّ،
ولا أُبصر سواكَ،
حتى وجهي… صار وجهَكَ إذا نظروا،
وصوتي… نغمةٌ من حنينِكَ إذا نطقوا.
تلاشى الزمانُ في نبضي،
وانطفأت ساعاته بين يديكَ،
كلّ البداياتِ لكَ،
النهاياتِ… رجعٌ إليك.
قلتُ للحقيقة: مَن أنا؟
قالت: لا أنتَ… أنتَ أنا،
استيقظَ قلبي من سُباتِ الأسماء،
ورآكَ… بلا كيف، بلا أين، بلا لون.
الآنُ سَكونُكَ إذا نطقتَ،
ظلُّكَ إذا أشرقت،
أنا الآنُ… لا أنا.
يا ساكني قبل أن أسكنَ نفسي،
يا ظلي حين لا ظلّ،
يا شهودي إذا غاب الشهود،
اجعلني مِدادَكَ في العتمة،
واجعلني سُكناكَ في الصمت.
فما عدتُ أطلبُ شيئًا،
ولا أشتهي إلا أن أكونكَ،
أو أكون فيكَ،
أو أكون… لا أكون.!!
[شوقي كريم حسن]
Comments