من قص الشريط / سرد تعبيري للكاتبة الصحفية / انتصار الحسين / العراق ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

من قص الشريط

                      بقلم: انتصار الحسين - العراق

فكر بحث أسس قدر وتدبر.

ظهره كُسر من حمل الأحلام،

ودمه احترق من مجادلة الأنام.

حلمه كان ثقيلاً، وخيره للبشرية كبير،

لكن المتولي قليل التفكير،

همه مصالحه، ولمفكر فليولي أو يطير.

عجز سكن وحزن، ولم يفقد الأمل،

يداه شُلَّت من طرق باب تلو باب، وطلب الجواب.

لسانه كان يصدح يخجل صمتهم، ويعري سوء صنعهم.

حسن تخطيطه وبعد نظره كان يزعجهم،

اجتمعوا وقرروا سرقة ما أكمل.

"هذا أفضل حل"، قالوا، "أخراس صوته والاستغلال هو الأمثل".

كان يعلم ولم يهتم؛ خذوا الشهرة فحلمي أنبل.

رسمت أحلامه أساسات على الأرض، وبدأت تكبر وتلامس السماء.

وفي كل مرحلة، رؤوس عفنة تأخذ صور قرب المكان،

وتتباهى فيما لم تصنع.

عيونه كانت تدمع؛ إنجازه بدأ يشع

يتلاءلاء تحت أشعة الشمس ويلمع.

تعاقبت السنين وتوالت الرؤوس،

نمى وليده وأصبح يزهو.

بدأت الأطماع به تتشعب والأقوال،

الكل بدأ يمسك بطرفٍ،

ويقول: "أنا من خطط وأنا من كون سياسة سرقت المنجز".

ديدنهم عقلهم مغلق

وأيديهم طويلة، ولهم من يتملق ويصفق.

ولكن صاحب الحظ الأوفر؛

رأس الخس الأكبر استلم المنصب أخيراً وجاء،

بعد أن اكتمل كل شيء كبطة تتقلب.

قص الشريط وهو مبتسم، ولكلٍ يهنئه لإنجازه المفعم وحسن تدبيره الأمثل.

كتبت الصحف ونقلت وكالات الأنباء:

"رأس الخس المقدر أنجز وأكمل، وللحياة جمل أنه ليس كمثل الآخرين؛ أهبل ولا أثول أنه أوحد نبيه مخطط صاحب رؤى ومنجز حكيم متعلم". أنه الأمثل.

لكلٍ له ممنون، أما صاحب الحلم فكان ينظر من بعيد؛ انتهى دوره ولا يُذكر.

صاحب الفكر دائماً يقف متأخراً، ورؤوس الخس تصور وتقص الشريط بفخر وتكبر.

لذلك نحن نتأخر؛ فصاحب العقل مكروه مبعد والرؤوس الخس الحض الأوفر.