top of page
Search

"من أين تأتي هذيانات الريح ؟../ مقدمة في كتاب نصوص مسرحية للكاتب قاسم ماضي / ديترويت ,,,,,,,,,,,,,,

  • Writer: وهاب السيد
    وهاب السيد
  • Sep 22, 2024
  • 3 min read

سيكون كتابي يوم الجمعة في شارع المتنبي وهو كتابي الثالث نصوص مسرحية قصيرة

وستقوم زوجتي بتوزيع نسخ منه إلى مبدعينا

 وهذه مقدمة الكتاب التي كتبها الروائي السوري

تقديم

"من أين تأتي هذيانات الريح ؟..

ثمة تواريخ تعلن موتها ..

وأخرى تؤسس لموت آت ..

ثمة حروب تشن بعقل المليارات..

فهل ننسى عفونة الأجساد الملقاة على قارعة الطريق ؟..

ومطر الشظايا يتحسس معدنه "

تلك كلمات عذبة للكاتب العراقي قاسم ماضي حيث تحلق في فضاء رحب، ثم تعود لترتطم بصلابة الصخر وهشيم الحياة المُبَعثِرة لمصائر بشرٍ لم تحدد مصائرهم بعد ولا أحد يدري إلى أين تمضي بهم الظروف القهرية التي عصفت وتعصف بأعمارنا المنهوبة وبأوطان أضاعت بوصلة الجهات وزاغت في التوهان وبين النمنمة التاريخية والواقع تسير ثلاث مسرحيات قصيرة ومكثفة في الآن ذاته لقاسم ماضي وهي على التوالي " زجاج في طريق الحياة ودروب الضجيج والحلم" إذ تخرج من ثنايا الألم والوجع لتصب فيه ثم تفرد للريح جناحيها بغدٍ مأمول لهذه البقعة الجميلة من الأرض والتي اسمها العراق أو لعلها تمتد في حزنها لتشمل ما هو ممتد من الماء إلى الماء والتي يتجرع بعضها ما ذاقه العراق يوماً من مرارة والحبل مازال على الغارب وهذا استشراف الفنان والمبدع عموماً للمستقبل حيث يرى ما لا يبصره الإنسان العادي وتلك نقطة مهمة سيكتشفها القارئ في لب هذه النصوص وجوهرها

المسرحي والكاتب قاسم ماضي وفيٌ وبامتياز لبيئته وعراقيتهِ التي تميزه في طرح هم بلاده النازفة قبل غيرها على جانبي دجلة والفرات وما بينهما؛ إذ يتناول ذلك بلغة شعرية شفافة تشمل حتى عناوين نصوصه التي تعتبر عتبات تمكننا من الولوج إلى عالمه الفكري وما يود قوله وربما يكون مابين السطور والمسكوت عنه هو الأهم من ذلك وإن قست بعض الكلمات وتدحرجت منها المآسي فالواقع أصعب علينا وأشد..

وتعتمد هذه النصوص على ثنائية تمثلت بالمرأة الأولى والمرأة الثانية في نصه الأول الموسوم بزجاج في طريق الحياة واستندت على الرجل والمرأة في نصه الثاني المعنون بدروب الضجيج وعلى " هو" أي الرجل و"هي" أي المرأة في نصه الثالث المسمى بحلم وهذه الثنائية تندمج لتمثل الصوت الواحد، ثم تنتثر لِتُكَوِنَ أصواتاً كثيرة يكمل بعضها بعضاً، فالمرأة الأولى هي الثانية ذاتها والرجل هو الصوت الآخر الذي يكمل صرختها ويلامس الجرح وليمس حالنا بشغاف القلب وهذا يكرر في الحلم حين ينفصل الرجل عنها ويتحول إلى محقق يستجوبها أو حين تلعب هي الدور نفسه وما الحياةُ إذ لم تكن رجلاً وامرأة وحزن وفرح وهزيمة ونصر؟ وهذا هو الفن المسرحي الذي يعادل الحياة إن لم يكن جزءاً منها أو هو كذلك ففيه كما الحياة تتصارع الأضداد ويلتقي العشاق ويفترقون ..

وفي تقديمنا المختصر لهذه النصوص المسرحية لابد من القول بأن قاسم ماضي يقدم تجربته المسرحية بكثير من الغموض المثير لمعرفة ما يكتنز من مكنونات بوحه وأسرار كتابات قد تنفتح على فضاءات أخرى لو قدمت هذه النصوص على خشبة المسرح الذي كتبت لأجله وهي قد تبدو منفصلة عن بعضها لكنها في حقيقة الأمر ترتبط بخيوط تجمعها وتوحد بينها وبالتالي يمكن برأينا أن تقدم من خلال مشهدياتها كعمل واحد وتلك مسألة تقع بالدرجة الأولى على عاتق المخرج وكادره الفني حيث تتحول الكلمات المكتوبة فوق السطور وما بينها إلى لوحات فيها بشر من لحم ودم وعلى المتلقي أن يفلسفها كي يتقن القراءة الناضجة وتلك ولاشك من مهام المخرج الناجح الذي يستطيع أن يفكك النص ويحلله ثم يعيد تركيبه من جديد.. وأن كانت هذه النصوص تنتمي إلى النوع العبثي فهي بالمقابل تسعى بحميمية نحو الواقعية والواقع وبالتالي تكسب أهميتها من كونها مفتوحة على احتمالات كثيرة وإذ كنا نسجل عليها بعض النقاط كعدم وضوح الهدف وتصاعد الصراع فأننا نسجل لها هذه الرشاقة والشفافية العالية ومن ثم صدقها المقنع وهذا يجعلنا نقول بثقة واطمئنان هذه نصوص تستحق أن تقرأ وتشاهد على خشبة المسرح




 
 
 

Comments


موقع فنون الثقافي

©2024 by موقع فنون الثقافي . Proudly created with Wix.com

bottom of page