مفهوم الفِناء في فكر وإبداع مفهوم الفِناء في فكر وإبداع/ادريس أمغار مسناوي/ المغرب,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ادريس أمغار مسناوي) ادريس أمغار مسناوي)

مفهوم الفِناء في فكر وإبداع

ادريس أمغار مسناوي) يخرج للنور

**********************************************************

مجدالدين سعودي. المغرب

**********************************************************

الحديث عن فكر وإبداع ادريس أمغار مسناوي، يجب ربطه بالمستقبل والخروج من سلاسل وثقل الماضي السلبي والاستفادة من الإيجابيات.

ادريس أمغار مسناوي يريد ثقافة جديدة خارج "الفِناء" ومتجاوزة عتبة "الفِناء"، ومنطلقة في الفضاء بإنسان وفكر وقيم ونبل المستقبل.

لأنه يرى أننا: (معتمدين ع القديم، متشبثين بالوهم. تجذرت فينا معتقدات الماضي لدرجة التقديس، حتى صرنا ما تانسمحوا لأي واحد يقيسهم أو ينتقدهم... ص 35) 1

يقول أدونيس متسائلا: (ماذا تفعل حين تعيش في ثقافة لا تقدر، بطبيعة ذاتها، أن ترى إلى المستقبل إلا بعين الماضي، ولا تقدر أن ترى فيه أكثر من كونه مجالاً لتلتجأ للماضي، ببهائها اللانهائي؟). هي اذن ثقافة يسكنها الماضي ولا تحاول حتى الخروج منه.

لا يمكن تقدم الإبـــداع ونحن نسكن فِناء الماضي وراضين بالموجود كما هو موجود، نعيش الخمول الفكري ونرتدي ثياب الاتكالية والتقليد الأعمى، بدون روح الجدية والابتكار.

لأننا نجد أنفسنا: (محبوسين وسط موروث تايرسخ ثقافة العنف والخوف والاحتقار والتفريقه.

موروث حامل الجهل والتفاهه والتخلف، حامل وعي مقلوب وتاريخ منكوب واغتراب الذات، وحامل لأمراض نفسيه...ص 177) 1

يركز بليز باسكال على المستقبل: "الحاضر ليس هدفاً.. فالماضي والحاضر مجرد وسائل، أما المستقبل فهو الهدف".

المستقبل للإبداع وللحضارة وللإنسانية بقيمها النبيلة، لهذا أقول بدون تحفظ ان ادريس أمغار مسناوي، سبق عصره وكتب للأجيال الحالية والقادمة بنفس كوسموسي وروح مستقبلية، كما ألهم أجيال اليوم الزجل بطعم الحداثة، وسيلهم الأجيال القادمة كذلك.

مصطلح "الفِناء" عند ادريس أمغار مسناوي، هو مصطلح أدبي عميق، يشير بواسطته إلى الحالة التي يقف فيها عدة أدباء على (فِناء وعتبة) ثابتين غير متغيرين، لا هم يعيشون الماضي ولا هم يحاولون الخروج من أوهامه، بل يصرون على البقاء فيه، بدون رؤية ولا رؤيا، بدون انفتاح، أو محاولة تغيير عقليات قديمة، دون النظر الى »الغد« والتمعن في »المستقبل«، دون الانطلاق من عقليات التغيير والابتكار والانبعاث والتجديد.

لقد ظهرت ارهاصات مصطلح "الفِناء" في »مثلث دام« وظهرت معالمه ف كتاب »ف حضرة النقد« وأخذ توسعه في »كناش 8«، ولا بد من الإشارة كذلك الى أننا في إطار قراءاتنا المتعددة لدواوين دام الزجلية وكتبه التنظيرية وجدنا عدة ارهاصات لمفهوم "الفِناء" سواء في »فتحات« و»فتوحات« و»أسئلة السفر« و»كناش 5 « و»كناش 6« و»كناش 7« وأخيرا في »كناش 8« مع وجود فصل خاص بالفِناء في كتابه »جميرات الزهر أوْ زهيرات الجمر« ... إضافة إلى وجود مفهوم الفِناء في دواوينه الزجلية ك»تراب لمعاني«، »م لهيه لهيه«، »من دبا كوكب«، »شكون باقي فيكم عاقل على سميتي؟«،»شهوة الضو«، »قوس النـصـــ ...«.

***********************************************************

مجدالدين سعودي. المغرب