top of page
Search

قصة قصيرة م النازحون/ للقاص عادل عبد الله تهامي السيد علي / مصر,,,,,,,,,,,,,

  • Writer: وهاب السيد
    وهاب السيد
  • Sep 29, 2024
  • 2 min read

(قصة قصيرة)

       "النازحون"

كان يحجب عنه الرؤية حتى ضاعت نصف مدة الفيلم دون أن يرى أحداثه..!

تأمل ذلك القفا العريض ، والرقبة الطويلة ، والرأس العملاق ، والشعر بالغ السواد .

انتابته حالة من الرعب استدعت مشهدا

مر عليه سنوات حين جاوره عائلة أتت

من الشتات؛ فأفرادها تجمعوا من الشرق ومن الغرب ، وكانوا في حالة مزرية ؛ حفاة عراة ،لا يكاد يغطي أجسادهم قطع بالية من الخيش.

صورة الطفل الصغير الذي يكاد يمشي ملأت قلبه بغصة الألم ، وهو يئن من الجوع ، وعيون أمه تمتلئ بعبرات تتوقف على حافة عين مرهقة ، نظراتها

تتوسل المساعدة..!

نهض لتوه إلى زوجته وأمرها بتجهيز مائدة بكل أشكال الطعام.

أم باسل ذبحت زوجين من الدجاج ، وديك ، وأخرجت من ثلاجتها الأرطال الثلاث من اللحم البقري التي جلبها لمؤونة الشهر ، وأشعلت التنور ، وجلست

ووراءها بناتها الأربع: جنة، و رقة

و يمنى وخديجة يجهزن العجين.

استعرت حرارة التنور ، واشتعل حماس البنات وأمهم ، كان يتابع سير العمل بينما كان باسل صغيرا يلهو بعيدان القش والحطب ، و يركل الكرة مع أترابه الجدد، وكانت ضحكات الأطفال تؤنس المكان وتبدد وحشته.

باحة المنزل الذي بناه على أربع قراريط

وارتفع ببنائه خمس طوابق منحته الفرصة للترحيب بضيوفه وأداء دوره

الذي ورثه كابر عن كابر في تكريم وفادتهم.

أدهشه صمت الضيوف ،ونظراتهم البلهاء

وتلعثم لسانهم وكلماتهم العربية التي لا تكتمل حروفها.

أجلس الطفل حاييم على مقعد بجانبه ، ولقم فمه ببعض الحلويات الشهيرة ببلدته ، فابتسم الطفل ونظر لوالديه بدهشة..!

تجمع الجيران في غرفة الاستقبال:

حنة و زوجها ،وأطفالهما من الذكور : داوود، وساعر ، و ساسون ،و بنيامين

وكانت جلسة البنات سارة، وجينا، وليلى

في مقابله..لاحظ نظراتهن الشاردة ، وسعادتهن التي امتزجت بفضول غريب ران الصمت على الجميع حتى هل الشواء و الطبيخ وطواجن اللحم الذي أشعلت روائحه الهيل والبهارات الهندية.!

كانت الزوجة والبنات يقمن بترتيب المائدة بروعة تعود لتاريخ من العراقة

والأصالة ، و يقمن بإعداد مكانا يليق بالضيوف.

في اليوم التالي جمع مجلس المدينة وأخبرهم بفكرة تمنح المساعدة دون حرج فرحب الجميع ، عاد إلى صورة

ضيوفه وهم يأكلون بنهم كأرض غابت عنها المياه لسنوات فلم يكفها هطول الأمطار ..!

نظراته لزوجته وأبنائه تحمل الفخر

بينما نظرات الضيوف كانت تنبئ عن شيء غامض وكلماتهم القليلة تخفي

طلاسم لم يتبين أسرارها.

الاجتماع بمجلس المدينة حمل توصيات بالتقسيم بين أصحاب الأرض وضيوفهم

فأصبح الضيف في مكانة إبن المكان سواءا بسواء..

تنهد بزفرة كادت تقتلع صدره من مكانه

وعاد يشاهد ما تبقى من الفيلم الهندي الخيالي بعد أن ابتعد صاحب القفا ..! تابع الآلاف من أبناء مدينته بملابس بالية ينتظرون عربات المؤونة التى أتت كمساعدات للمنكوبين..!




مصر

 
 
 

댓글


موقع فنون الثقافي

©2024 by موقع فنون الثقافي . Proudly created with Wix.com

bottom of page