قصة قصيرة /عشقٌ بلون الغرق / للقاصة ابتهال الخياط / العراق ,,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- May 20
- 1 min read

قصة موت.
وقفتُ عند شباك غرفتي حيث يتعثر أمامه حائط نسى عمره فتساقط بعضه تاركًا ندوبًا تسمح لبعض الفئران بالولوج منه . كنت أنظر للندوب وفي عقلي لحن قديم كالتلال و منظر سفن تمر بصمت في الليل وهي تطعن أمواج البحر الخائفة من المنتظرين عند شواطئ الهجرة حيث يتساوى عندها القديسون والخاطئون .
كنت أرتجف فمَن أعشق رحل متخفيًا ، لقد قدم الكثير ولم يلقَ الثناء من أحد ، ذهب العمر ونحن ننتظر أن نكون معًا ، فكأن الهروب قد تمكن من قلبه غالقًا أفواه الأمنيات بحفنات من طحالب الوعود بالخلاص ، كم أخاف أن يغرق مع موجة تكره الماء.
كنت أجلس منتظرة خبر نجاته لكن طرقات على الشباك أوجعت قلبي : مَن هناك ؟
جاءني صوت أجش " لقد مات حبيبكِ في البحر "
أكلت الغصة داخلي كله وصار هروبي عميقًا في قلبي كما أعماق البحر ، بكمت ، صممت ، خرست ، تلقفني التراب .
مرت الأيام والشهور وكان الشتاء يغدق بالمطر دون هوادة فكان البرد القارس يُشعرني بقربي من الحبيب فهو غريق في مكان ما وسط البحر ،و أنا لم أعد غريقة تراب الآن .كنت أتنفس رغم الموت ، علمت أنَّ الحب يقيني من الغفلة عن حبيبي فكنت سعيدة بشعوري بالغرق لكن جاءت لحظة نزل معها سوط من نار ، أنه صوت حبيبي يبكي قرب قبري ! يناديني !
إذن لم يغرق .لم يمت . عاد إلي .
إذن ذاك العابث كذب عليَّ ، قتلني !
كيف أخرج الان ؟ كيف أعود للحياة ؟
صرت أصرخ لعله يسمعني لكن لا شيء.
توقف المطر .. ولاصوت عند القبر.
ابتهال خلف الخياط
العراق .
Comentarios