قصة قصيرة / نساء من غزة / للقاص محمد العبيدي / العراق ,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- Dec 21, 2024
- 1 min read

نساء من غزة
قصة أختنا أم خالد
في حيٍ من أحياء غزة المكتظة، تجسدت أم خالد كأيقونة للصمود. هي المرأة التي عاشت الألم والخسارة مراتٍ عديدة، لكنها كانت رمزًا للقوة والعطاء. بعد أن فقدت اثنين من أبنائها في قصف مدمر استهدف بيتها، لم تنكسر، بل حملت لواء المقاومة بطريقتها الخاصة.
أم خالد تقود مجموعة من النساء، يجتمعن كل يوم لتقديم المساعدات للعائلات المنكوبة. يجهزن الطعام ويوزعن الأدوية والملابس على الأهالي والمقاومين. لم تتردد في التنقل من بيت لبيت وسط القصف، حاملةً كلمتها الصادقة وصوتها الدافئ، الذي يبعث الأمل في نفوس الجميع. هي السند للأمهات اللواتي فقدن أبناءهن، وتواسيهن بقولها: "نحن الأمهات الصامدات، وإن ذهبوا فشهداؤنا في السماء، ونحن باقون على الأرض، نصمد لأجلهم."
لم تكن أم خالد تعمل فقط على مستوى العائلات، بل كان لها دور في تنظيم صفوف النساء ودعم المقاومين. جمعت النساء في لجان تنسيق لدعم الجبهات الخلفية، وتحول كل بيت في الحي إلى خلية نحل تعمل بجد لتأمين احتياجات المقاومين. لم تقتصر مهمتها على العمل اللوجستي، بل تحث الجميع على الثبات، وترفع من معنوياتهم بقولها: "غزة لن تنكسر ما دمنا معًا."
في إحدى الليالي، حيث اشتد القصف، خرجت أم خالد مع مجموعة من النساء إلى الخطوط الأمامية لتقديم الطعام للمقاومين. كانت تمشي بين الحطام برباطة جأش، غير آبهة بالخطر، وهي تقول: "لا يخيفنا الموت، نحن أبناء الحياة الكريمة." صوتها يرتفع مع كل خطوة، وكأنها تحمل روح غزة بأكملها.
أم خالد لم تكن مجرد امرأة، بل رمزًا للوحدة والقوة، شخصية تجسد كيف يمكن للمرأة الفلسطينية أن تكون في طليعة النضال، ليس فقط بالسلاح، بل بالعطاء والتضامن والمقاومة الصامتة التي تتحدى القمع والعدوان.
コメント