قصة قصيرة / طفولة غيرتها أشعة القسوة/ للكاتبة انتصار الحسين / العراق ,,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- Dec 18, 2024
- 1 min read

طفولة غيرتها أشعة القسوة
قصة قصيرة /
للكاتبة: انتصار الحسين / العراق
أخفض زجاج سيارته، ورمقها بابتسامة تحمل نظرة عطف. أنبهر بملامح وجهها التي رسمتها التجاعيد بدقة، كأنها لوحة فنية أبدعها دافنشي أو بيكاسو، لكن ما شدّه إليها عيناها، اللتان توقفت معهما عقارب الزمن عند الطفولة. ففيهما لمعة وشقاوة الصغار.
بينما مدّ يده ليعطيها المال، كانت الرياح وأشعة الشمس تؤذيها، فأرجعت غطاء رأسها نحو وجهها. لمحت شيئًا في السماء وركضت مبتعدة، تاركةً بيده المال. شغل سيارته مبتعدًا، لكن ذهنه ظل مشغولًا بها.
غير طريقه وعاد إلى حيث هي. وجدها وقد أمسكت بالونًا ملونًا بفرح، كأنها طفلة في الثامنة. بتعجب قال: "أمي، هل يسعدك البالون لهذا الحد؟"
أجابت بصوت مفعم بالحزن: "فقدان أمي ايتمني و زوجة أبي بقساوتها ظلمتني . ثم توفي والدي، وها أنا في الطرقات ."
ثم نظرت إليه بعينين مليئتين بالأسى وسألته: "ولكن لماذا تقول أمي؟ هل كبرت لهذا الحد؟"
توقفت لحظة، وكأن الزمن قد تجمد بينهما. أدرك أنها تحمل في قلبها عبءًا أكبر من عمرها بكثير. قال لها برفق: "لا، أنتِ دائمًا ستكونين طفلة في عيني. لكن الحياة أحيانًا تأخذنا في طرق غير متوقعة."
ابتسمت له ابتسامة خجولة، وكأن كلمات الرجل أعادتها للحظة من البراءة والسعادة.
Comments