قصة قصيرة / شرق وغرب / للقاص عادل عبد الله تهامي السيد علي / مصر,,,,,,,,,,,

"قصة قصيرة"

( شرق وغرب)

سوسن تقود كلبها اللولو الأبيض بسلسلة مطلية بالذهب ،بينما تمسك نهاوند بكلبتها ذات اللون الرمادي ،و يسيران جنبا إلى جنب ..!

السيارة ماركة لامبورجيني وقفت في المكان المخصص لها بجوار سور النادي

العريق ، واصطفت سيارة بويك حمراء

بالحارة المجاورة.

العيون ترمق الحذاء ذو الكعب العالي

لسوسن ،بينما يجذب انتباه المارة الحذاء الرياضي لنهاوند..!

قبعة سوسن الحمراء بموضة إنجليزية

يزينها شريطة بلون ذهبي ،بينما ترتدي نهاوند إيشارب أزرق طويل يظهر من تحته شعيرات بلون أحمر داكن، عيون

خبيثة تراقب وتتحرى..!

البعض جذبه أنوثة بشرية طاغية،بينما

انشغل آخرون بحديث الكلاب الذي أظهره التآلف والغرام الذي يتجاهل نظرات الناس وانتقاداتهم ،كلب سوسن

كان شديد الرومانسية ،بينما تجاوبت

كلبة نهاوند بدلال وغنج..!

مالت سوسن نحو أذن نهاوند وحمرة الخجل تسود وجهها الأبيض الثلجي

هامسة ،فضحكت نهاوند حتى كادت تسقط قائلة:

هكذا يكون الحب وإلا فلا..!

قالت سوسن:

إذا بليتم فاستتروا..!

قالت نهاوند:

وهل تفهم الكلاب ؟!

بعد حديث هامس بين الكلاب ،ومتعة

العشرة والتي دامت خمس سنوات هي

مدة العلاقة بين سوسن وصديقتها نهاوند ، كانت السعادة تبدو في النشاط

الذي دب في أوصالهما،وانعكس على

حديث الصديقتان فبدا الحزن على وجه

سوسن حين تذكرت غياب محمود منذ

عام لقضاء أعماله بضاحية على أطراف باريس ،وتذكرت نهاوند غياب قاسم الذي استدعاه الحاكم لمهمة عسكرية على الحدود التركية الإيرانية وغابت

أخباره حتى أعدته من المفقودين..!

بملابس رياضية بيضاء دارت رحى

مباراة التنس الأرضي بين سوسن ونهاوند ، وأضفى التشجيع الجنوني

من الجمهور الحاشد بالمدرجات لمسة

الجمال حتى توقفت المباراة عندما عاد

العاشقان بلونهما الأبيض والرمادي

يدخلان دون سابق إنذار يذوبان عشقا

حتى قال المذيع :

                         يالكما من شقيان..!

تعانقت سوسن ونهاوند وصفق الجمهور

وتسابق المصورون على تسجيل الحدث

حتى يتم نشره للعامة على جرائد ذائعة الصيت..!

مصر