قصة قصيرة / تحريك الدمى / للكاتب ابراهيم خليل / فلسطين ,,,,,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- Apr 10
- 2 min read

( تحريك الدمى)
قصة قصيرة
كان يمارس في النهار مهنة العلاقات العامة ؛ وفي المساء لعبة تحريك الدمى .
رغم شقتة الفخمة التي يمتلكها ؛ ومكتبه الذي حقق شهرة واسعة في مدة قصيرة ؛ إلا أنه لم يفكر في الزواج .
كان يعمل في مسرح العرائس وخيال الظل ؛ وقد نقل الكثير منها إلى بيته فملا اركانه بتلك الدمى .
التي حاك بعضها بيده ؛ وأضاف إليها من خياله الواسع .
كان القرد الذي أهدي له في إحدى مهماته خارج حدود القطر ؛ بتكليف من أحد الأثرياء ؛ هو الأقرب إلى نفسه ؛ يداعبه ؛ يخاطبه تارة في الامانة والخيانة ؛ ومرة في تجارة الدماء ؛ والسيطرة والولاء ؛ في النسبية والمطلق .
رغم ما يكنّه من محبة كبيرة وأحاسيس مرهفة وعواطف جياشة للقرد ؛ فقد دأب على إذاقته العذاب بألوان شتّى ؛ تجويعه وتشويقه ؛ تارة يثقل اغلاله ؛ وفي أخرى يخففها ؛ ومن ثم يفكها ؛ يجلسه على كرسي مريح ؛ وبعد حين فوق كومة من القش ؛ خلف الستائر المخملية المسدولة .
التي طرزت بكل كلمات الشرف .. بخيوط الذهب .
يلقنه دروسا في فنون القتال الفردية ؛ والتخصص بإستعمال المدية ؛ ومكامن القتل في أنحاء الجسد .
كان وما زال يطالع كتب فلاسفة الشرق والغرب .
الذين تبنوا نظرية النشوء والإرتقاء .
ربما تكون تلك المطالعات قد تركت إنطباع الحب والكره في نفسه ؛ وان الناس كلهم قروداً .
خاطب نفسه مرة : لماذا لم أفكر في الزواج ؛ وقد أصبحت من اللاعبين المهرة في مناحي الحياة ؛ وبينما كان يجول في خيالاته ؛ لمعت في ذهنه خاطرة .
إتسعت لها حدقتاه ؛ وصرخة وضحكة مبتذلة . ازبدت شفتيه.
إلتفت إلى القرد مخاطبا : فلتغمر الفرحة كيانك ؛ فقط قررت تزويجك ؛ رغم ما يتكلفني من إحضار أنثاك . قبل أن أتزوج .
أقام للقرد وعروسه حفلا .
إمتدا حتى الصباح ؛ بين أضواء الشموع والموسيقى والأبخرة والرقصات الفوضوية ؛ والمتقنة ؛ ومن ثم زفهما .
لم تتغير معاملته للقرد .
إنما أضاف إليها فن المغازلة .
بينما كان يغمز الأنثى ويداعبها ويراقصها في ذكرى مرور الشهر الأول للعرس ؛ كان القرد الذي حمل سكينه ؛ يؤدي حركات بهلوانية بإيعاز من مالكه المنتشي .
الذي لم يستفيق سوى للحظات بعد أغمد القرد السكين في قلبه
إنتهى
المؤلف إبراهيم خليل نونو
Comments