قصة قصيرة / اللقاء الاول / للقاص جمال الدين خنفري / الجزائر ,,,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- Sep 25, 2024
- 2 min read

قصة قصيرة
اللقاء الأول
لم أكن أدري أنني سأعيش في هذه الحياة تائها أبحث عن ذاتي وسط كم من التناقضات و دوران الضياع بلا نهاية بعد أن كنت كالوردة في الخميلة أسعد الناس وأغمرهم بشذى الود فترتسم على ملاحهم البائسة كل ألون الطيف بالبشر و البهجة.
كانت حياتي تساير نمطا من الارهاصات بالتزام صارم لا تحيد عنه مكبلا بالعادة الذاتية في أجواء من الصفاء و النورانية بمنأى عن كل ما يعكر المزاج و يقتنص التوتر.
فكل ما يقف حائلا و مانعا قي سبيل ما عاهدت عليه نفسي أتصدى له بكل ما أوتية من قوة ضاربا كل الأعراف الدولية عرض الحائط بما تتنفسه من خبث ودهاء و مراوغة و مجاملة لإسكات أصوات الدهماء ببعض ما تجود به عليهم من فتات المائدة.
ذات مرة دخلت في غيبوبة عميقة و ما أن فتحت عيناي و اتسعت حدقاتها حتى ألفت نفسي على سرير المشفى في حالة يرثى لها و بالكاد استطعت أن أتحامل على نفسي و استوي جالسا مسندا رأسي على الوسادة. رحت في ذهول أصول و أجول ببصري أمسح فضاء الغرفة. فتفاجأت بوجوه أعرفها و أخرى لا أعرفها تحيط بي بقلوب طيبة وعيون دامعة و ألسنة تلهج بالدعاء يحمل في ثناياه تمنيات الشفاء العاجل و العودة إلى الحياة من جديد أكثر نشاطا و عنفوانا و سعادة.
و من بين هذه الوجوه النيرة المحاطة بسريري فتاة في مقتبل العمر ذات القد المياس و الجمال الباهر و المشاعر الرقيقة تنظر إلي بنظرة الإعجاب فلما علمت أني أدركت ما ينتابها احمرت وجنتيها من الحياء و ندت منها ابتسامة عريضة لم تفارق شفتيها.
و عقب فترة النقاهة التي لم تدم طويلا وذهاب البأس زارتني في منزلي للاطمئنان على وضعي الصحي وتقدمت نحوي و هي تحمل في يديها باقة من الورد تشكلت من اللون الأحمر و كلها انشراح و بهجة سلمتها لي كهدية بمناسبة سلامتي و شفائي من السقم و إزاء هذا الموقف غير المسبوق تسارعت نبضات قلبي و ارتبكت فرائصي و تعطلت لغة الكلام أصبحت بعد ذلك أهيم بها حبا حدثت نفسي أن أتودد إليها و أطلب منها بكل جرأة أن نندمجا في روح واحدة تحت سقف المودة و الرحمة و بعد تردد و تفكير أقيم زفاف اقتران الشمس بالقمر.
جمال الدين خنفري/ الجزائر
Comments