قراءة نقدية في نصوص الشاعر ماجد مطرود / لمحرر صحيفة فنون الثقافية الناقد قاسم ماضي / ديترويت / امريكا ,,,,,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- Oct 6, 2024
- 4 min read

يوم دخول الدبابات بلادي نبت الريش على جسدي – نصوص – قاسم ماضي
– JUNE 14, 2015
Print Friendly
لا شيء هناك للشاعر المغترب ماجد مطرود
يوم دخول الدبابات بلادي نبت الريش على جسدي – نصوص – قاسم ماضي
يشاطرنا الشاعر ” مطرود ” في ما يعتلج في صدورنا من هواجس وإرهاصات قلقة ، وفي قلوبنا المتعبة ، وهو يشاركنا محنتنا بكل تفاصيلها ، وهو يحمل الثقل الأكبر ، من معاناتنا التي لا تنتهي ، عبر الجملة الشعرية من خلال ديوانه ” لاشيء هناك ” الصادر عن دار ضفاف ، وهو من القطع المتوسط ، ويقع الكتاب في 83 صفحة باللغة العربية ، اما الشق الثاني للكتاب فقد كتبه باللغة البلجيكية
” الوطنُ ذاكرة ، الذاكرة كينونة ، الكينونة وجود ، الوجود جمال ، الجمال رب ً ، الرب حكمة الحكمة غراب ، الغراب شاهد ، الشاهد حقيقة ، الحقيقة ذكور وأناث ، ” ص 21
في معرض حديثه عن الديوان يقول عنه الكاتب ” علي المسعود ” المقيم في الولايات المتحدة الامريكية ، الشاعر ” ماجد مطرود ” المهموم بالوطن ، والمدجج بذاكرة عن أزقة تذكر خطاه ، أو جدار زنزانة خط عليها يومياته لذالك الوطن ، الوطن . وهو بذلك إختار ثيمته المركزية
” أخشى أن يعلن َ وطني أننا علامات للخراب ، ضائعون ، قلقون ، مرتبكون ” ص29
تبين من هذه المفردة الشعرية ، أو لنقل من هذه الأبيات ، حركة الخيال التي يختنزها ” المطرود ” وطبيعة صورته الشعرية المرافقة له ، والمتماشية معه ، من خلال معظم قصائده المعبرة ، إنها حركة انتقالية من حالة إلى حالة أخرى ، فبعد أن يلعن الخراب ، يظهر العلاقة بين السبب والمسبب ، يظل هو ” الشاعر ” متمسكاً بالوطن ، وهو نموذجاً ثائراً يرمز إلى التصدي للخونة ، ويضع نفسه في دائرة القلق ، والتشاؤم ، الذي يلتف على عقولنا ، حتى نتدارك نحن ما يحطينا من مآسٍ ، فيظل هو الباحث والمعبر عن صوتنا محاولاً الإرتقاء بنا ، بين الموت والحياة ، والثورة والفعالية في مقاطع القصيدة ، أو المقطع الأول وحتى المقطع الثاني ، فإنه في هذا المقطع يجنح إلى الوقوف ضد هذه الزمر الفاسدة التي تتصدى للمشهد السياسي . عبر محاكاة شعرية مختزلة ومكثفة وذات دلالات معمقة تعزز المعنى وتعري سلوكهم ، فالشاعر من خلال دفق جملته الشعرية يعكس لنا مدى إحساسه بمأساة وطنه على الرغم من بعده الجغرافي .
” ذلك الذي أصابني بدوار ، بدأت أخاف أعضائي ، مرعوباً من شبيه يطابقني ، أخشى أن تصلني تلك الرسالة المعودة ، أخشى أن تكرهني أمي ” ص28
ويبدو أن صورة النظام الليلي الذي يحيط ُ بشاعرنا المغترب تبدو جلية وواضحة لدى القارىء المتمعن لقصائد هذا الديوان ” لاشيء هناك ” وهي قراءة تفاعل كل عناصر الحالات الداخلية وهي النفسية والمعنوية والتي لا تكف عن مداعبة خياله ، ومن خلالها يتم تحفيزها على خلق صوره الإبداعية ذات الأطياف الميتافيزيقية والواقعية فـي آن واحــد .
” لماذا كل ً اشعاري لم تسمُ نشيداً وطنياً ؟ لماذا كتابي َ المائيً لم يكتشف لي سرً الماءِ وما خلف َ الماء ؟ لماذا لم يمنحًني سيفاً يروادُ قامتي ويدفع َعني شرً الامم ؟ ولماذا لم يعرني زورقاً يغازل ُ موجةً تعيدني إلى حيثُ بدأت ” ص17
هذا الدرويش ” المطرودي ” يفاجئنا بتعدد الدلالات ، التي يرمز لها في قصائده التي تحمل شفرات عديدة لهذا الخواء الذي نعيشه ، وهذا ليس أمراً يسيرأ كي نتقصى هذه الأبعاد ، وهذه الابعاد الدلالية للمطر ، للماء ، الأمل ، ويمكن القبض عليها من خلال السمات التي أرادها الشاعر كي يحدق بعيداً ، وهو يظهر الدور الكبير لهذه المفردات والتي تتصل اتصالاً مباشرا بحياتنا نحن .
” خالية الأمل والمطر ، يحاصرٌها الجًفاف وتلعنُها اللعنات ، لذا أرى لساني طويلاً متدلياً مثل ذيل الحمار ، يقول : للموت ، للجسد المشتت ، للروح الصاعد نحو السماء أطوار . ” ص16
فتعرية الواقع الذي إشتغل عليه الشاعر ” مطرود ” وكشف عيوبه لا يعني نكوصاً بقدر ما يعني استنهاض العزائم ، وتقوية المعنويات التي أراد منها تحريك ما يصبو إليه ، وشحذ الهمم ، التي ستصب بمواجهة هذا الفساد المستشري في وطنه ، ولهذا جاءت نصوصه الشعرية ، بوصفها نصوصاً منطوية على الكثير من المحاكاة حتى أصبحت طاقة رمزية بإعتقادي ، وكما يقال بأن الفكر البشري ميال بطبعه إلى تشكيل الأنساق في كل ً معطى إبداعي ، وتبين أيضاً أن لا نسق ثابت لكل الأنساق ، بل إنها تتباين بحسب طبيعة العمل ، فتكسر تراتبية الأحداث ورتابة حركة العناصر خاصة في الأعمال الشعرية ، وهذا يدخل في النسق المكاني ، فالشاعر ” مطرود ” مغمورة ذاكرته بالحروب ” وانعقاد الوصل بين الموت والحياة . وبعد أن جرّب أشكالا ً وصياغات فنية لقصيدته ، فتح الشاعر نافذة صوفية بوصفها ملاذا ً روحيا ً عبر من خلاله عن أمنياته التي يريد فطوع ثمة أبيات بطريقة الدعاء والمناجاة .
” اللهم إلعن الملثمين الحاقدين والطائفيين الصاغرين ، وارحمنا من كل شر أثيم إنك العلي القدير ، إللهم إلعن السياسين السارقين والمتأمرين المارقين ، وافضحهم وارحمنا منهم يا قوي يا رحيم ص81
بقي أن نذكر أنه سبق للشاعر أن أصدر العديد من المجاميع الشعرية نذكر منها ، نافخ الناي عن أدب وفن عام 2006 ، الطوفان في نوحه الاخير ، صدرت عن دار بدايات دمشق ، سوريا 2008 ، إلهُ قديم ، مشترك مع شعراء مغاربة عن زهرة الصبار مدينة الكتاب بلدية انتوبرين 2010 ، آنخيبورت تالبنت باللغة الهولندية مشترك مع 16 شاعر وقاص عالمي عن دي بييفكيك بروكسل ، يعكف حاليا على تأليف كتابه الجديد القصة الحرة يزاوج فيها بين القصة القصيرة وقصيدة النثر .
قاسم ماضي -ديترويت
Comments