قراءة نقدية في نصوص الشاعر :شادي سعد / للناقد قاسم ماضي / ديترويت / امريكا ,,,,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- Mar 21
- 3 min read

الشاعر " شادي سعد " يرسم ملامح شعره بالمدن التي تحكي حكايا العائدين "ليؤكد عذابات الاخرين .
يقول الشاعر " حميد قاسم " الشاعر الذي لا ترى في شعره ، حياته أو زمنه ، أو المكان الذي يعيش فيه ، والناس الذين هو منهم ، متوهما انه شاعر كوني .يبقى بلا ملامح تدل عليه ، عائما في الفراغ .
وهنا نؤكد دور الشاعر اللبناني " شادي سعد " الذي وضع لنفسه دائرة مختلفة عن بقية هذا الكم الهائل من الشعراء الذين عاصرهم .حيث إنطلق من الأمكنة وعلاقاتها في ضمير الشاعر الحالم بنصوص تنطلق من هذه الأمكنة التي أرخت بظلالها على روح الشاعرالامر الذي جعلته يكتب قصيدته التي حركت مشاعرنا أزاء ما نمر به .
ولمن مضوا من غير أسماء
ودون هوية
دون ارتعاش يدي طيبة
وللمكان اثره في جميع النصوص الشعرية ، وبالتالي فإن أختلاف المكان يمنح النصوص الشعرية اختلافات ما . فالشاعر غادر وطنه وتجول في عدة أوطان وعاش معاناة الغربة والتغرب حتى أدرك ما هو تأثير المكان على روحه المتشعلة والتي اضرمت النار في قلبه فقصائده جميعها هي من صميمم هذه الامكنة .
في قصيدة " صرخة دم " ياطفل غزة
يقول والموت يخبو في الدروب
يخبو كطفل ضائع
ليكون صوته متماشيا مع الشعراء الكونين الذين أرادوا وضع قصائدهم في فلك فلسفة هذه الحياة التي شكلت لديه الهم الأول .حيث أثرت قراءاته المتعددة من الذين سبقوه في كتابة قصيدة المكان ومنهم الشعراء الذين تركوا أثرا واضحا في هذا المجال ومنهم الشاعر الكبير أدونيس ، الياس ابو شبكة ، أحمد سالم ، وأخذ على عاتقه مسؤولية الكلمة التي أراد منها ان تكون هي أداة لرسم هذا الواقع الذي يعيشه .
فجاءت قصيدة " صرخة دم " ويا طفل غزة .
ياجناحا كشرت اضلاعه في الحرب
يا يده التي لم تبلغ الخبز الاخير
ولو تتبعنا تاريخ الشعراء لوجدنا أن أغلبهم سار بهذا الاتجاه الصعب ،باعتبار أن الشعر قضية وممارسة يومية لواقع الحياة ،ولكي يؤسس في بوتقته وعالمه الخاص الذي ينطلق منه أن للكلمة مسؤولية وللشاعر ضمير ينبض بقول الحق ،
كل الذين تنفسوا نورالحقيقة
سُحلوا فوق الأزقة
ذُبحوا أو شُردوا وكأنهم ورق الخريف
ولهذا نجد هذا الطبيب الذي يمارس الطب في الولايات المتحدة الأمريكية ، وهو صاحب كتابات فلسفية ودراسات دينية مختلفة عن هذا الكم من الذين رصدوا المشهد الديني والسياسي .ومنها كتاب " الوعي الإلهي " و " ثمار الأولياء " و " اثير العارفين "
سرقوا نشيد الفجر من فمه هنا
ليغيب في صمت الردى والويل
فجاءت مقولة الشاعر " حميد قاسم " لتلائم وضع الشاعر " شادي سعد " الذي أكد للجميع ، لا ناسه يرون أنفسهم في شعره ، ولال الغرباء يتعرفون على ما يشير اليه والى زمنه ومكانه وأزماته ومسراته ، وهو ما يسعون اليه ، وهذا مثل من يكتب ويدفن كلماته ونفسه بلا جدوى ، لا أهمية لشعر عائم في الفراغ بلا مكان ولا زمان ولا عواطف انسانية ولا عطور حارة نتحرق أن نشمها "
ومن جميع القاذفات الغاضبات
على الضلوع الواجفة
ولأن الشعر هو حالة إنسانية ، والشاعر يصف ما يمر به من هموم ومشكلات تخصه تخص المجتمع أو ما يشعر به من خلال احتكاكه مع مجتمعه ،وشاعرنا " شادي سعد " يحب الأمكنة ومن خلال تجواله بعالم قصائده المتنوعة ، ولغته الشعرية الدقيقة والمعبرة عن كل حالة يمربها وعن أمكنة حفرت ذكرياتها في مخيلته حاول ان يعيد رسم جغرافيتها بلغة شعرية ذات إتساق شعري متوازن ولغة سلسلة ، ولعل غزة كمكان وجغرافيا وكشعب وقضية وما تمر به اليوم من مخاضات لانتزاع حريتها والمحافظة على جذوة الامل في غد آمن رغم ما تواجهه من موت الذي اصبح يغطي كل مساماتها ، وهذه المشاهد جعلت الشاعر د. حداد أن يصفها ويدخل في تلابيب مشاهد الموت والدمار ، ليرسم صورة القبح لهذا المعتدي .
وذاب في صدر الحجارة
والرصاص مع الأنين
قاسم ماضي – ديترويت



Comments