top of page
Search

قراءة نقدية في مسرحية زجاج في طريق الحفاة / للكاتب عبد السادة جبار / العراق ,,,,,,,,,,,,,,,,,

  • Writer: وهاب السيد
    وهاب السيد
  • Oct 2, 2024
  • 3 min read



"زجاج في طريق الحفاة " لقاسم ماضي

صرخة احتجاج على الانحدار السياسي

عبد السادة جبار

الفنان المسرحي والكاتب قاسم ماضي عاشق للثقافة والفنون شجرة عراقية في أمريكا وتمتد جذورها إلى الوطن ..تمتص ماءها ومكونات تربتها من تلك الأرض التي عشق فيه الثقافة وترعرع منذ صباه في كنفها وتفاعل مع الجميع واحتفظ بذكرياته معهم يحلم بها كل يوم في ارض الغربة ..يلقن أطفاله هو وزوجته المبدعة " إستبرق العزاوي " تراث بلده وعمق حضارته ومعاناة شعبة ..ماضي مبدع لا بهمل ذاكرته ،ماضي كتب عن الكثير من المبدعين في الصحف والمواقع الالكترونية وقدم أعمالا كثيرة في الداخل وفي الغربة ، وقد جاء في إهداءه لكتابه الأخير (زجاج في طريق الحفاة) " إلى أعضاء فرقة مسرح الرفض وأصدقائي من المسرحيين القدامى ..إلى زوجتي إلى أولادي " ص5،

اذا لم يزل ماضي مسكونا في بداياته في رحم تكوينه الثقافي المسرحي لان فرقة مسرح الرفض تشكلت في السبعينات من القرن الماضي مثلما تكونت فرق متعددة في مدينة الثورة منها فرقة مسرح الجماهير وفرقة مسرح الحضارة وفرقة مسرح المدينة وفرق مسرحية اخرى لذا جاء اهداءه كتابه الى فرقته ولاصدقاءه القدامى من المسرحيين كنوع من الوفاء للبدايات كتب الروائي والمسرحي السوري " محمد الحفري" تقديما لكتاب ماضي قال فيه " وفي تقديمنا المختصر لهذه النصوص المسرحية لابد من القول بان قاسم ماضي يقدم تجربته المسرحية بكثير من الغموض المثير لمعرفة ما يكتنز من مكنونات بوحه وأسرار كتابات قد تنفتح على فضاءلت اخرى ، لو قدمت هذه النصوص على خشبة المسرح الذي كتبت لأجله" ص10

يقع كتاب ماضي في 71 صفحة من القطع المتوسط يحتوي على ثلاث مسرحيات تحمل الاولى عنوان الكتاب ،والثانية تحت عنوان "دروب الضجيج " والثالثة " الحلم " وبالإمكان ذكر أربع ملاحظات تتميز بها هذه النصوص الاولى تخص الشكل المسرحي اذ حرص ماضي على ان يكتبها باسلوب (العرض المكتوب ) اذ قدمها كعرض موصوف على الورق بكل عناصره في السينوغرافيا وجغرافية المكان والإنارة ووصف الحركة مما وفر على القارئ الحاجة ا لى الإخراج المسرحي واختصر كثيرا في التفاصيل غير الضرورية ليمنح حرية كاملة للقاريء ليشكل صورا في خياله لشخوص عروضه الميزة الاخرى هي النص المفتوح اذ لم يقرر المؤلف نهاية تقليدية لكل نص اذ ترك النهايات مفتوحة قابلة للاضافة او التغيير اوالتفسير لجعل من تلك النصوص مشروعا قبلا للتبني او التطبيق بالاسلوب المناسب للمتبني وباي مستوى تقني او فني .الامر الثالث شاعرية الديالوجات : لم يستسلم ماضي لاستخدام اللغة التقليدية في الحوارات بين الشخصيات او التداعيات النفسية ..بل بإمكاننا ان نقرا خطابات شاعرية مكثفة تلخص الوصف والحدث معا مختزلة الهواجس والارهاصات الشمولية للابطال ولامتدادات الهم الانساني "المرأة 2: من بين ذهول اليتامى ، الذين سقوا التراب بحثا عن لحظة حياة ،تتعلق بعين ترصد المفتاح بالشواهد " ص26 وفي مكان آخر من مسرحية ( دروب الضجيج ) " الرجل :يجب ان تحمل ذواتنا جواهر الحاضر..ازمان واحساسنا بالانهزام مر ..فما الذي حدث ؟ او عجزت الكلمات عن بوح آثامها؟ ام عطل الصولجان حضور مذابحه ؟" ص47 عمومية الشخصيات وعدم تخصيصها :ينقلنا المؤلف الى عروض مسرحية ابطالها شخصيات غير محددة الملامح او مصنفة على اتجاه محدد بل يسعى المؤلف جعلها تدافع وتصارع من اجل قضايا مشتركة لكل المكونات الإنسانية الساكنة في وطن واحد دون ان يدفعنا للبحث عن صفات او أوصاف فئوية او مناطقية او دينية محددة بالرغم من انها ترفض التمزيق وما يسببه من فواجع ونهايات بائسة الا ان المؤلف لايبغي شخصنتها بقدر ماكان يهتم بتمثيلها العام للمأزومين والضحايا ، فشخصيتا العرض الاول ( المراة1،المرأة2) اما شخصيتا النص الثاني ( دروب الضجيج ) هما ( الرجل ، المراة) وشخصيتا النص ( الحلم ) هما (هو ، هي) ،اذا لاتمثل تلك الشخصيات لكل النصوص تحديدا وشخصنة محددة وهو امر مقصود من المؤلف ليجعل من نصوصه خطابا شاملا يمثل ضميرا إنسانيا محتجا وطالبا للخلاص ، كتاب المؤلف قاسم ماضي( زجاج في طريق الحفاة) احتجاج ومقاومة للانحدار السياسي وصرخة لإيقاظ الصمت الدولي



 
 
 

Comments


موقع فنون الثقافي

©2024 by موقع فنون الثقافي . Proudly created with Wix.com

bottom of page