قراءة نقدية في لوحة فنية قصيدة عمر يذوب كما تذوب بحار / للاديب احمد عز الدين / مصر ,,,,,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- Feb 11
- 2 min read

تحليل فني للصورة ( وقصيدة عمر يذوب كما تذوب بحار )
1. وصف العمل الفني
الصورة تُظهر تمثالًا خشبيًا بنحت دقيق ومذهل، يجمع بين وجه طفلة يفيض بالبراءة والتطلع نحو المستقبل، ووجه امرأة مسنّة يروي قصة العمر والتجاعيد والزمن. التمثال يبدو وكأنه مصنوع من الخشب القديم، مما يضيف لمسة رمزية تتعلق بالزمن والطبيعة.
2. العناصر الفنية والتقنية
المادة والخامة: يبدو التمثال منحوتًا من الخشب، مما يرمز إلى الطبيعة والتغير التدريجي الذي يمر به الإنسان، تمامًا كما تمر الأشجار بمراحل النمو والذبول.
التفاصيل الدقيقة: يُظهر النصف الطفولي بشرة ناعمة وملامح مشرقة، بينما النصف الآخر مليء بالتجاعيد والخطوط العميقة، مما يعكس مهارة النحات في إبراز التباين.
الانقسام بين الفترتين الزمنيتين: الجزء المتشقق بين الوجهين يبدو وكأنه يمثل حاجز الزمن، حيث يبدو كأن الزمن قد "كشف" الوجه الطفولي أو "أخفى" الوجه المسنّ.
3. الرمزية والتأويل
رمزية الحياة والموت: التمثال يجسد دورة الحياة، حيث أن الطفولة تمثل البداية والأمل، بينما الشيخوخة تمثل النهاية والحكمة.
الزمن كقوة حتمية: الشقوق والخطوط في التمثال تشير إلى مرور الزمن وتأثيره الذي لا يمكن إيقافه.
الهوية والتحول: العمل الفني يُظهر كيف أن الإنسان يظل الشخص ذاته رغم تغيّر ملامحه عبر الزمن.
4. التأثير العاطفي والبصري
التباين القوي بين البراءة والوهن يجعل التمثال مؤثرًا بشدة، حيث يجبر المشاهد على التفكير في الزمن وحتمية التقدم في العمر.
العينان تحملان تأثيرًا خاصًا، فالجانب الطفولي يبدو حالماً، بينما الجانب المسن يحمل نظرة تأملية عميقة.
الخاتمة
التمثال ليس مجرد عمل فني، بل هو انعكاس لفلسفة الحياة، حيث يجسد التغيرات التي يمر بها الإنسان بين الماضي والمستقبل. يمكن اعتباره تأملاً بصريًا عميقًا في رحلة الإنسان من البراءة إلى الحكمة.
وإليكم القصيدة:-
عُمْرٌ يَذُوبُ كَمَا تَذُوبُ نِجَارُ
------ -------
(على بحر الكامل)
تَجري السِّنينُ كَأنَّهــــا إعصَــــارُ وتَذوبُ في أقدارِهــــا الأعمارُ
يَرنو الصّغيرُ إلى الحيــاةِ بِبَهجَــةٍ ويشيخُ قلبُ الكَهلِ وَهْوَ يَحَـــارُ
يَبْدو الفَتى وَالنُّورُ يَسْكنُ وَجهَهُ حُلْمٌ جَمِيلٌ زَانَهُ الإِسْحَــــارُ
لكنَّهُ يَدْرِي بِأنَّ مَسِيرَهُ حَتْمٌ وَأَنْ سَـــتَكْتَسِيهِ نَـــارُ
كَمْ شَاخَ وَجْهٌ كَانَ يَزْهُو بِالصِّبَا وَتَشَقَّقَتْ فِيهِ الرُّؤَى وَالنَّـــــارُ
يَا لَيْتَ زَهْرَ العُمْرِ يَبْقَى نَضْرَةً لَكِنَّهُ يَفْنَى وَهُوَ فِي إِزْهَـــــارِ
هَذِي الطُّفُولَةُ نَشْوَةٌ مَخْضَرَّةٌ فِي كَفِّهَا الآمَالُ وَالأَقْمَــــارُ
وَالشَّيْبُ سَيْفٌ حَادُّهُ فَوْقَ الرُّؤَى يُطْفِي السَّنَا وَيُمِيتُ فِيهَا النَّــــارُ
يَا زَمْنُ حَتَّامَ التَّقَلُّبُ دَائِــــرٌ تَفْنَى المَعَالِمُ وَالهَوَى مِعْيَـــــارُ؟
تُسْقِي الفَتَى مِنْ كَأسِ عُمْرٍ نَاعِمٍ ثُمَّ ارْتَحَلْتَ بِهِ وَهُوَ المُحَــــارُ
أَبْكِي عَلَى وَجْهِ الصِّبَا وَتَأَلُّقِـــي كَمْ كَانَ فِي الأَعْيُنِ الضِّيَاءُ يُـــــدَارُ
لَكِنَّهُ عُمْرٌ يَذُوبُ كَمَا تَــــذُوبُ نِجَارَةٌ فِي نَحْتِهَا المِسْــبَارُ
لَمْ يَبْقَ إِلاَّ وَجْهُ ذِكْرَى عَابِـــرٍ فِي خَشْبَةٍ فِيهَا الحَيَاةُ تُــــدَارُ
بقلم / احمد عزيز الدين احمد
كاتب وروائى وشاعر
Comments