قراءة نقدية في قصيدة / قبل ماتولد الكتابة للشاعرة اسية واردة / للناقد مجدالدين سعودي/ المغرب ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- Jan 7
- 4 min read

قصيدة (قبل ما تولد الكتابة) الزجلية للدكتورة آسية واردة: عندما تصبح القصيدة فيلما سينمائيا تؤرخ لمسيرة الانسان منذ القديم
مجدالدين سعودي. المغرب
استهلال
قيل الكثير عن الكتابة، وبما أننا في محراب الزجل، فستكون استشهاداتنا عن الكتابة بطعم الزجل، فالكتابة هي حياة وصراع ضد الموت، هي وجود، لأنها كما يقول ادريس أمغار مسناوي:
(نكتب نكتب
ما دامت لحروف من عروقي تشرب
نكتب نكتب
ما دامت الورقه قطعه م القلب) 1 ص 97
والقصيدة الزجلية تجمع الضوء وهي رفيقة الدرب وعكاز الطريق وجنة الابداع:
( اذا كان لابد من عكاز نختار الضو
اذا كان لا بد من سرير نختار الطريق
اذا كان لا بد من قبر نختار القصيده
الفنان مالِهش جنَّه ف الأرض أجمل من جنة الابداع) 1 ص 102
الكتابة هي قدر الزجالين:
(اللي فاتك بليلة ما فاتك ب لكتابة.
ما تمشي غير فين مشاتك لكتابه، ولكتابه ما تمشي غير فين ما مشيتها) 2 ص 10
باختصار:
( ايلا كانت الدارجة تا تخوَّف شي وحدين
أنا غرستها داليه
وشديت الظل وشديت الضَّد) 2 ص 72
والدكتورة آسية واردة جعلت من قصيدتها (قبل ما تولد الكتابة) ملحمة إنسانية، وسافرت مع الانسان القديم لتؤرخ لمسيرة حياته.
1 براءة
في القديم كان الانسان سعيدا وبعيدا عن حياة الأنانية والغدر والطمع:
(البارح من قديم
فذاك الماضي الغابر
ما كنت لا انا و لا انتا
تولد بنادم من كرش الدنيا
بلا ذنوب
بلا عيوب
بلا سمية
قمطته الارض
فرشت ليه النية) 3
ان هذه (النية) توازي براءة الانسان دون عيوب.
2 غابة وتطور
ان الغاية تبرر الوسيلة، وتطور الانسان راجع الى رغبته لتلبية حاجياته واحتياجاته:
(صال جال، ركب هبالو
فراس الجبل دق وتادو
غطى عراه
خيط كساه
من ضي الشمس
لبس ثوب الغابة
المرقع من همه
من دمه
من سوالف الغابة)3
3 نقش على الحجر
النقش وسيلة فنية عفوية لتأريخ وتوثيق أحاسيس الانسان ومشاعره ومغامراته وحكاياته وآلامه وآماله:
(على حيوط ايامه
رسم نقش
شلا حكمة ومعاني
هاني) 3
4 خلوة ومغارة
الكهف، المغارة، عنوان بارز للحماية من الوحوش والحرارة والبرودة:
(فذاك الكهف تخلوى
فذيك المغارة
عاش بدع
نقش سر الحياة
على سقف سماه) 3
5 بدو
معاناة الانسان من الظلام والخوف جعلته قويا:
(شاف الظلمة
دوا معاها
شاف الخوف
تقوى منه
شاف الدنيا بعينيه هو
عاش البدو....) 3
6 أسئلة ما قبل الكتابة
اعتمدت الدكتورة آسية واردة على بلاغة السؤال وجعلته محورا لتسلسل أحداث قصيدتها، فكما يقول فرانسيس باكون: (السؤال الجريء نصف الحكمة)، ولهذا يلح ادريس أمغار مسناوي على أهمية السؤال، قائلا:
(ف وجه الليل نشعل حروف السؤال) 4 ص 16
تنشد الشاعرة آسية وردة:
(واش كان الكذوب؟؟
قبل ما تولد الكتابة
واش كان الغدر؟
واش كان الهروب؟
واش كان الجمر؟
واش كانوا الحروب؟
الجواب تمة
كلشي تمة
فذاك الكهف
اللي حيوطه
منحوتة بالأسرار
محفورة فراس التاريخ
قصص وأخبار
صورة بنادم الأول
اللي بدا الخطوة
باش نوصلوا احنا
اللي بدا الحلمة
باش نحقوها احنا
اللي بدا الكلمة
باش نكتبوا احنا) 3
والأجوبة عن كل هذه تساؤلات الشاعرة آسية واردة متروكة للتاريخ وللباحثين وغيرهم.
7 تجارب
الصخر هو متنفس للإنسان منذ القديم، لأنه نحث فيه (البسمات والدمعات والبصمات وكل ما يتعلق بالحياة من وجود وذات ووحدة...).
(اللي جرب يبوح للصخر
ينقش عليه: بسماته
دمعاته
بصماته
اللي جرب يرسم على الصخر
لون الحياة
لون الوحدة
لون الذات
لون غدة
لونا احنا
اللي ما عرفناه
وحلمنا احنا
اللي ما حققناه.....) 3
خاتمة
صحيح أنه قبل الكتابة وجدت النقوش والرسوم وغيرها كتعبيرات راقية، ولكن الكتابة هي تحصيل حاصل، ولهذا يلح ادريس أمغار مسناوي على أهميتها:
(قلت لكتابه خيط و ابرَه
لكتابه ﭽبص وجبيرَه
قلت لكتابه قنديل
قادر يقطر ضوُّه ف عينين الساعه
ويخليها تخرج من بحر الظلمات
وقلت لكتابه روح
قادرَه تجمع الذات
تنفخ فيها الحياة) 5 ص 111
تعاملت الشاعرة آسية واردة بذكاء في قصيدتها (قبل ما تولد الكتابة)، حيث كان تصويرها الزجلي لمسيرة الانسان منذ القديم ابداع في ابداع.
مجدالدين سعودي. المغرب
احالات
1 ادريس أمغار مسناوي: (قوس النص). الطبعة الأولى مارس 1996. مطبعة المعارف الجديدة الرباط.
2 ادريس أمغار مسناوي: (كناش المعاش) الطبعة الأولى 1997. مطبعة امبريال الرباط.
3 د. آسية وردة: قصيدة (قبل ما تولد الكتابة) الزجلية
4 ادريس أمغار مسناوي: (مقام الطير) سنة 2009
5 ادريس أمغار مسناوي: (مجاج الريح أو ريح لمزاج) سنة 1998
القصيدة الزجلية (قبل ما تولد الكتابة) الدكتورة آسية وردة
(البارح من قديم
فذاك الماضي الغابر
ما كنت لا انا ولا انتا
تولد بنادم من كرش الدنيا
بلا ذنوب
بلا عيوب
بلا سمية
قمطته الارض
فرشت ليه النية
صال جال، ركب هبالو
فراس الجبل دق وتادو
غطى عراه
خيط كساه
من ضي الشمس
لبس ثوب الغابة
المرقع من همه
من دمه
من سوالف الغابة
على حيوط ايامه
رسم نقش
شلا حكمة ومعاني
هاني
فذاك الكهف تخلوى
فذيك المغارة
عاش بدع
نقش سر الحياة
على سقف سماه
شاف الظلمة
دوا معاها
شاف الخوف
تقوى منه
شاف الدنيا بعينيه هو
عاش البدو....
يمكن تألم؟؟يمكن
يمكن عاش الهنا
شكون فينا يحكم
واش كان الكذوب ؟؟
قبل ما تولد الكتابة
واش كان الغدر؟
واش كان الهروب؟
واش كان الجمر؟
واش كانوا الحروب؟
الجواب تمة
كلشي تمة
فذاك الكهف
اللي حيوطه
منحوتة بالأسرار
محفورة فراس التاريخ
قصص و أخبار
صورة بنادم الأول
اللي بدا الخطوة
باش نوصلوا احنا
اللي بدا الحلمة
باش نحقوها احنا
اللي بدا الكلمة
باش نكتبوا احنا
اللي جرب يبوح للصخر
ينقش عليه: بسماته
دمعاته
بصماته
اللي جرب يرسم على الصخر
لون الحياة
لون الوحدة
لون الذات
لون غدة
لونا احنا
اللي ما عرفناه
وحلمنا احنا
اللي ما حققناه.....)
Comments