قراءة نقدية في ديوان / تحت طائلة الهجر للشاعر رجب الشيخ / قراءة نقدية للناقد قاسم ماضي / العراق / اميركا ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- Apr 25
- 4 min read

ديوان تحت طائلة الهجر للشاعر " رجب الشيخ " نصوص شعرية مفعمة بالأمل واحلام مؤجلة لم تأت .
يأخذك في ديوانه الشعري إلى عدة عوالم ، الأمر الذي يجذبك إلى عوالمه المثخنة بعالم المرأة الساحر عالم الأنوثة الفياض الذي يفيض علينا خصوبة الأرض، وكأنه فارس يتأرجح على حصانه المتعب.
" هلا لك ان تزوريني لليلة واحدة ، نراجع فيها حساباتنا الفائتة ، هذا لي وهذا لك وهل أن قوانين الله تمنعك عن المجيء ؟ " ص90
وفي ديوانه الشعري ومن مخيلة تتقافزُ فيها الاسئلة المحيّرة والشائكة، وهي تستفزه الريح العاتية المؤدلجة التي كونّها المجتمع ، مما جعل لفردوسه هذا الجمال وفق رؤيته وهواه، فجاءت أغلبُ القصائد ومن خلال عنوانيها ومنها " النهر يهمس ، آثار، عندما سمعت أسمك " وغيرها من القصائد التي هي بمثابة رسائل لها دلائل لهذه المخلوقة العظيمة .
"أجيد العد واتقن حساب الزمن القادم ، أسمع حركات نواياكِ عن بعد ، أدققُ بعض َ أصوات تصدر من خلال ، حنجرتك الرخيمة " ص82
وما يحيطه من أوجاع هذا العصر الذي تغيرت ملامحه، فظلت عصية على الشعراء الذين يرسمون بحروفهم المطرزة بهذا الألم الذي عانق أرواحهم ،رغم جفاف وقسوة الحياة التي باتت لهم معتقلا كبيرا.
" حينما أرى وجهي ، أجهش بالبكاء ، أرى أشياء لا يعرفها غيري " ص 86 فجعلت من تصوراتهم خيوطاُ حالمة بهذا الحب الذي يصورونه لنا عبر مفردات قصائدهم التي تستفز فينا هذا الجمال المخبوء في صدورنا المليئة بهذا الطفح الجميل والتي تتغير نواياها المتعددة، وكأنها سحابة بيضاء تزخ أمطارها على صدره وقلبه الذي لا يكل ولا يمل من هذه الأحلام التي رسمها في قاموس حياته .
" كيف للحلم أن ينثني ، على رئتي ، وكيف يأخذني الليل ، حين يتلمس الندى شفة النور، لينسل حزينا ً ، وسط كومة أمنيات ، عثرات كنت أرددها مرارا ، كانت في مخيلتي ، بين الفينة والأخرى ، أركض شارداً ، مهرولاً " ص8
وهنا نتساءل عدة اسئلة ما الذي جعل هذا التلاصق بين الشاعر والمرأة وكأنه يدافع عنها ويتغزل بها ، وكما يقال " الشاعر مهما إمتلك عمقاً عقليا فإن قلبه يكون أعمق"
" العمر ُ ما عاد كما كان ، والقلب ُ يسرقه الهوى " ص92
تأخذك معظم قصائد هذا الديوان " تحت طائلة الهجر " والذي يضم بين ثناياه أكثر من "ستة وخمسون " قصيدة ، تتغنى بالجمال ولوعته عند شاعرنا " رجب الشيخ .والديوان من القطع المتوسط ويقع في 94 صفحة .
" الاشياء ُ تغيرت والوفاءُ أصبح طاعن في السن ِ ، يتكأ على عصا الخيبة "ص92
ومعظم هذه القصائد قصيرة ويطفح منها هذا السيل الجارف بالمعاناة والألم ، وهي تمثل ذروة التفكير العقلي تجاه المرأة ، والـتأمل ، والأحلام التي لا تنتهي .ويتميز بهذه القصائد بين الجمع لهذا الأدراك الجمالي والحسي وسماته الرومانسية مقتربا ً من واقعيته الشعرية التي تمرنَ عليها .
" أنا الكتاب الذي تفوح منه رائحة الأرض ، الشرارة التي يقودها الحجر ، تحركها الريح " ص92
وفي قصيدته التي تحمل عنوان " المرأة قصيدة " وهي خاتمة الديوان ، ورسالة ترتكز فيها كل معاني القيم والبطولة للذين لا يعرفون قيمة هذه المخلوقة التي أرادها الله سبحانه وتعالى رمزا ً إلى الإنسانية والقيمة المجتمعية ، والتي أراد منها أن تظل أيقونة في ذهن القارئ الحصيف والمتأمل " وهو يركز على الفكرة التي صاغها عبر إحساسه وخلجاته وتعبيراته اللغوية والوجدانية .
" كلما كانت عفيفة كان جمالها آخاذ ، وكلما كانت متوسطة الطول قرأها الآخرون ، لا تكثروا في الوصف فتخرج عن المعقول ، ناعمة حروفها شفيفة معانيها ، ملمسها ناعم حين تتغنج بسحرها ، رقيقة كالملاك ، خفيفة الظل كعبق أريج " ص94
ويبدو الشاعر " رجب الشيخ " لقراءته المتعددة وأقصد الفلسفة تأثر بمن سبقه من العرب ، أو من فلسفات أجنبية عمقّت هذا الجمال في ذاته المقهورة والصارخة أزاء هذا الواقع .
حيث يقول أحد الفلاسفة وهو من أصل إسباني يرى مفهوم " الجمال " بأنه لذة تحولت موضوعا " وهكذا سار الشاعر" رجب الشيخ " وهو مراقب ينظر بعيون مفتوحة نحو هذا الجمال الساحر الذي تمتلكه المرأة ،
" حينما يزورني وميض قلبك ، فأرتوي من هذا الزنبق ِ، المشع َ ، وجنتيك ، وتشرق ُ أنوارك " ص81
وهو كعادته يمزج بين الجمال الطافح في مخيلته في الخارج واضطراباته النفسية التي يحملها في داخله وكأنه يغوص في أعماق هذه المخلوقة الساحرة والتي أخذت منه الكثير في فكره من خلال جمالها وزينتها .
" يناغمها الندى فيفوح من شكلها عطر يكاد أن يلامس الروح ، باسقة مهفهفة غافية تسبل عينيها فينسل منها ضوء سرمدي ، ينسدل من جبينها سحر فتنتشي لها النفوس هي تلك ملهمتي وقصيدتي ، هل من يدلني عليها ؟ " ص94
وبهذا يحق لنا القول الشعراء يجوز لهم ما لا يجوز لغيرهم في ما يريدون ، وهم صناع الجمال ويحركهم القلب والوجدان ، وكذلك الإحساس العالي والعواطف الجياشة مضاف إليها عبق الجمال الذي يحملونه في دواخلهم والرقة المرهفة .
" حين يسكت القلب احيانا ، ويشتعل المكان دخانا ، ولا يقلقني الا أنت ِ ، كتبتُ لك ِ الآف القصائد لكني لم أفِ بوعدي ، هكذا نحن معشر الشعراء " ص79
والشعراء من المعروف عنهم يتأثرون بأدنى شيء يلامس أو يثير جوانحهم وخلجاتهم .ولهذا تأتي قصائدهم تباعاً وتكون مختلفة من قصيدة إلى أخرى تبعاً إلى تفكيرهم الفلسفي وتجربتهم التي هي امتداد لتاريخهم الشخصي ، وهذا ما وجدته في ديوان " تحت طائلة الهجر "
ذلك الهم الماكث بين نبضي ، ترهات شاعر يمشي دون دراية " ص 78
حيث اللوعة واضحة من خلال عتبة الديوان التي تأخذك إلى الكثير من الأمكنة التي إنطلق منها الشاعر .وإن الإقرار بأهمية العنوان في النص الشعري أمر لا مناص منه ، فهو سمة النص الذي يحفظه من الانحلال داخل النصوص الأخرى .فهي النصوص من تقرر وتنسحب إلى عوالمنا مما تزيد فيما هذا الرحيق الذي كان مخبوءاً في دواخلنا .فهو القائل في ديوانه أنا من أوائل الذين يدافعون عن قصيدة النثر .
بقى ان نقول الأديب " رجب الشيخ " ولد في بغداد عام 1954 ، عضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق وهو رئيس المركز العراقي للث
Comments