top of page
Search

قراءة نقدية في القصة القصيرة للد. احمد حافظ / رؤية نقدية للاديبة سحر سعيد / مصر ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

  • Writer: وهاب السيد
    وهاب السيد
  • Feb 11
  • 2 min read



مقال نقدي لقصة "الأنا" لدكتور أحمد حافظ، يُسلط الضوء على أبرز ملامحها الفنية والموضوعية:

مقدمة

تُعد قصة "الأنا" نموذجاً من الأدب القصصي الذي يجمع بين النقد الاجتماعي والسخرية اللاذعة من ملامح السلطة والتعالي، حيث يستخدم د. أحمد حافظ لغةً راقيةً وأساليب سردية مبتكرة لكشف تناقضات الشخصيات والمؤسسات. من خلال تصويره لاجتماعٍ في أحد المصالح الحكومية، يستعرض الكاتب بطريقة رمزية ومباشرة تداعيات التكبر والأنانية على بيئة العمل والعلاقات الإنسانية داخل المؤسسات.

ملخص القصة

تبدأ القصة بمشهد اجتماع لمجلس إدارة إحدى الهيئات الحكومية، يتجلى فيه طابع السلطة الاستبدادية حيث يهيمن رئيس مجلس الإدارة على الجلسة بصوته العالي وتهديداته المباشرة تجاه الحاضرين. يُظهر النص حالة من الاضطراب داخل الاجتماع؛ ففي خضم الحديث من خارج غرفة الاجتماع، يُلقي مدير المكتب رسالةً عبر الهاتف الخاص إلى الرئيس، إلا أن الأخير لا يستجيب. ما يتبع ذلك هو تغيير دراماتيكي في الأجواء؛ إذ يُوقف الرئيس فجأةً، يجمع أوراقه بطريقة غير معتادة، ومن ثم يترك الغرفة، ليحل محله عضو آخر غير معروف لدى الجميع ويترأس الاجتماع، حيث ينال هذا الشخص ترحيباً حافلاً من قبل بقية أعضاء المجلس.

*التحليل الفني والسردي

يتميز أسلوب أحمد حافظ في "الأنا" باستخدامه لمزيجٍ من الواقعية الساخرة والرمزية الخفية، مما يُضفي على النص بُعداً نقدياً اجتماعيّاً عميقاً. يُعدّ التصوير اللحظي لتصرفات رئيس مجلس الإدارة – من رفع صوته وإظهار سلوكياته المتعالية إلى لحظة الفوضى عندما يفقد السيطرة على مجريات الاجتماع – بمثابة نقدٍ مباشر للسلطة التملكية والأنانية في مؤسساتنا. كما يبرز دخول العضو غير المعروف رمزاً للتغيير المفاجئ الذي يُفضح زيف نظام قائم على الهيبة والادعاء، فيسهم في إعادة تقييم مفهوم القيادة والسلطة.

يُستغل الكاتب عنصر المفاجأة كأداة سردية لتفكيك الصورة النمطية للسلطة؛ إذ يُظهر تلاشي الشخصية المتمردة والمتعالية في لحظة ضعفها، مما يترك القارئ أمام تساؤلات حول طبيعة السلطة الحقيقية ومصداقيتها. إن استخدامه للمحافظة على إيقاع مشحون بالتوتر والدراما يساهم في إيصال الرسالة النقدية بكفاءة، إذ تُبرز الأحداث المتعاقبة تآكل الثقة في نظام يُبنى على التفاخر والأنانية.

المواضيع والرموز

يحمل العنوان "الأنا" دلالات مزدوجة؛ فهو يشير إلى مفهوم الذات وتطرفها في الادعاء بالسيادة والتميّز، وفي الوقت ذاته يُعد مرآةً لتناقضات المجتمع الذي يُعلي من صورة الفرد على حساب المصلحة العامة. من خلال شخصية رئيس مجلس الإدارة، يُنتقد الكاتب الشخص الذي يضع أنانيته واعتزازه بذاته فوق المسؤولية الحقيقية تجاه المؤسسة والزملاء. وفي سياقٍ مشابه، يرمز دخول العضو المجهول إلى القوة الخفية أو التحول الاجتماعي الذي يُفضح البنى التحتية الضعيفة للسلطة القائمة.

تتضمن القصة أيضاً نقداً للنظام الإداري والبيروقراطي الذي يعتمد على المظاهر والشخصيات، بدلاً من الكفاءة والصدق، ما يجعل من العمل نصاً جامعاً لعدة مستويات من النقد الاجتماعي والسياسي.

تبرز "الأنا" كعمل أدبي ثري يتناول موضوعات حساسة تتعلق بالسلطة والهوية والتغيير، وذلك من خلال سردٍ موجز ولكنه يحمل بين طياته معاني عميقة تتحدى القارئ للنظر في واقع الأنظمة الإدارية والمؤسسية. ينجح د. أحمد حافظ في خلق مشهد أدبي متكامل يعكس صورة مجتمعية منقسمة بين الواجهة المبهرة والواقع المخادع، مما يجعل القصة مادة نقدية قيمة تستحق الدراسة والتأمل في ضوء التجارب الحياتية والسياسية المعاصرة.

بهذا التحليل يتضح أن "الأنا" ليست مجرد قصة قصيرة، بل هي مرآة تعكس عيوب وسلبيات النظم السلطوية والأنانية التي قد تعصف بمبادئ العدالة والشفافية في أي مؤسسة، مما يدعو القارئ للتفكير وإعادة النظر في مفاهيم القيادة والسلطة.

مع تحياتي سحر سعيد

 
 
 

Comments


موقع فنون الثقافي

©2024 by موقع فنون الثقافي . Proudly created with Wix.com

bottom of page