قراءة في قصيدة أجزان عراقية / للشاعر حمد محمود الدوخي / للناقد عبد العاطي مبارك / مصر ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

تغريدة الشعر العربي

السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

**************************

((( أحزان عراقية ٠٠ !! )))

الشاعر و الناقد و الأكاديمي العراقي أ ٠د / حمد محمود الدوخي - ١٩٧٤ م ٠

هــــــــم يرحلون وركن ظلك ينطرُ هــــم يشمسون وثلج وجهــك يمطرُ نفســـاً لنــــاعور بقلــــــبك تصفـــرُ ومناجـــــلا لــزروع غيبــك تبكـــرُ وتراً ستعتب فـــــــي البلاد مضيّعا شــــاخ المـــدى وبذيـل ثوبك تعثر حطباً يلملمــــك الشتـــــاء لليلـــهم ومواقداً .. هــــم يأنســــــون وتغفر وسكبت عينك فوق رمــــل رحيلهم وتركت وجهــــــك عندهم ليكسِّروا وتلم روحك فـــــــــــي هدوء هادئا لتعود فــــــــــــي نفس الهدوء تبعثر

( من قصيدة : أجراس )

٠٠٠٠٠

من بلاد الرافدين يستمر موال الشعر العراقي يتدفق بين النهر و النخيل يستحضر موال بغداد مدينة السلام و ليالي الرشيد و سوق الشعر بالمربد الذي يحكي لنا أسرار من حكايات شهرزاد ٠٠

و من هنا يترنم الشعراء في قصائدهم التي تحلق بنا نحو شاعرية أبي نواس و المتنبي في استمرارية حتى عصرنا المعاصر مع الجواهري و الرصافي و السياب و نازك الملائكة و الخزرجية و غيرهم كثيرون سطروا ملاحمهم الشعرية في ديوان العرب الخالد حتى يومنا هذا هكذا ٠٠

و من ثم نتوقف مع الشاعر و الناقد و الصحفي الناشط و الأستاذ الأكاديمي الجامعي ( حمد الدوخي ) الذي يكتب شعر الفصحى تفعيلة و حر و مفتوح بل و الشعر الشعبي الذي يراه مرآة للمجتمع من خلال الحياة اليومية ٠

أليس هو القائل في قصيدة وداعية أُخرى من أعشى بني ميمون :

أقولُ وداعاً

ولكنْ إلى أينَ؟

كلُّ الجهاتِ طريقٌ

يؤدِّي إلى نفسِ هذا المكانِ

وهذا المكانُ

مُعدٌّ لموتي

مؤثَّثةٌ جدرانُهُ

للبقاءِ

ليسكنَ فيهَ بقائي الطويلُ

وينقصُ هذا المكانَ

الرحيلُ ٠٠

* النشأة :

======

ولد الشاعر و الناقد و الاستاذ الجامعي العراقي د٠ حمد محمود الدوخي عام ١٩٧٤ م بالشرقاط محافظة نينوي العراق ٠

دكتوراة أدب عربي أستاذ جامعي و شاعر و ناقد و عضو إتحاد الأدباء و الكُتَّاب في العراق ٠

لقب بشاعر الجامعة لحصوله على هذا اللقب و فوزه في مسابقات الجامعة مواسم الدراسة الجامعية ٠

أستاذ أدب و نقد بجامعة تكريت وزار دول عربية و جامعات متعددة و شارك في مؤتمرات كثيرة و ندوات شعرية و دورات تثقيفية ٠

* الإصدارات :

========

1. (عذابات) شعر ، دار الشؤون الثقافية في بغداد -2002 .

2. مجموعة شعرية مشتركة مترجمة إلى الفرنسية ، دار الكاتب العربي في الجزائر -2002 .

3. (شعراء من العراق) ملف عن الشعر العراقي البحرين _ 2004 .

4. (أحزان عراقية) مجموعة شعرية مشتركة، دار الصدى، الإمارات – 2005 .

5 - مجموعة شعرية مشتركة ترجمت إلى الاسبانية، كاركاس_ فنزويلا 2006.

6. (مفاتيح لأبواب مرسومة) شعر، اتحاد الكتاب العرب، دمشق2007 .

7. المونتاج الشعري، دراسة نقدية ، اتحاد الكتاب العرب، دمشق 2009.

8. الأسماء كلها، شعر، دار ديوان المسار، بيروت_ دبي 2009.

9. جماليات الشعر والمسرح والسينما في القصة العراقية القصيرة / دراسة نقدية / عن وزارة الثقافة السورية.

= سيمياء النص العراقي / دراسات نقدية.

= الدفوف والمرايا / مجموعة مقالات نقدية •

= من أغنيات وضاح / مجموعة شعرية للأطفال.

* جوائز فاز بها :

=========

• لقِّب بـ(شاعر الجامعة) لفوزه المستمر حتى تخرجه بالجائزة الأولى بمسابقة جامعة الموهب الإبداعية السنوية للفنون.

• فاز بالجائزة الثانية بمسابقة شعراء العراق الشباب عن قصيدته (من مزاغل البوح).

 • فاز بالجائزة الثانية بمسابقة دار ديوان شرق_غرب البرلينية عن ديوانه (الأسماء كلها).

فاز بجائزة الدولة (الإبداع) التي تنظمها وزارة الثقافة العراقية فرع النقد الأدبي عن كتابه (المونتاج الشعري) 2011

فاز بالجائزة الأولى من بين 659 شاعراً من عموم الوطن العربي بمسابقة أجمل قصيدة في عن الأم التي نظمتها بلندن قناة المستقلة الفضائية.

*مختارات من شعره :

---------------------------

يقول شاعرنا دكتور حمد الدوخي في قصيدة ( مواويل لسيدة الماء ) في مقاطعها ذات النفس القصير ، و التي تختصر معادلة الحب و الجمال وسط عبقرية الوطن في ذات ثنائية العشق بلغة سهلة تأنس لها الروح بين أهداب الأمل من منطلق متواليات الجمال و مظاهر هذا التواصل المتنامي و المتباين في حوارية تصف لنا مدارات اللقاءات :

(1)

لو لم أرَ في عينيكِ

فاكهةً في غير أوانٍ

ما جئتُ بهذا القلبِ خفيّا

(قولي كذلك)

لأكلِّمَ هذي الناسَ ثلاثَ ليالٍ

عن طيرٍ يتبعُكِ..

ليدلَّ عليكِ

عن ريحٍ تهمسُ خلفكِ

لتدلَّ عليكِ

وفَراشٍ يحملُ عنكِ عناءَ ضفيرتِكِ

ليدلَّ عليكِ

أين أخبِّئُ قلبي؟!

يلتفتُ المبنى

حينَ تمرِّينَ

فلا تمشي مسرعةً

كي لا أعثرْ

(2)

تخرجُ من بين أغاني فيروز..

ضفيرتُها تكنِسُ ما ظلَّ

على تنُّورتِها من نظراتِ الأمسِ

لي وطنٌ بينَ الثوبِ

وبينَ البحرِ

أراهُ..

ولي موالُ حصادٍ تحتَ أبطيكِ

أحتاجُ لأُفُقٍ

أوسعَ

لأطوِّقَكِ

(3)

تغفو أجراسُ القطنِ على كتفِيها

يستيقظُ شحرورُ يديها

ليؤمِّمَ ما تحتَ قميصي من أغصانِ الشوقِ

- ماذا تكتبُ؟

- هَهْ!.. أكتبُ عينيكِ

وشحوبي وأنا أهربُ من صبحٍ نَيسانيٍّ

يتربَّصُ ظلمةَ وجهي

- لم أفهمْ

- وأنا أيضاً ٠

***

 و يقول شاعرنا د حمد محمود الدُّوخي في قصيدة من الشعر الشعبي تحت عنوان ( لابو عيون ) حيث يوظف فيها اللهجة العامية اليومية التي تستوعب تجارب الحياة في واقعية وصفية و دفقة حنين رومانسية تجمع روح الغزل و من أجل عيون الحبيب يشيل مياه البحر بالغرابيل ليحقق المستحيل في إرضاء المحبوبة بروح الجنون :

بس تْمُرْ

أجيب الكَاع أجيك

وآني ممنونْ

وإذا تزعل أرضيك

بألف عفية

يبو عيون

وإذا تضحك

مطر ينزل على الناس

يغسل كل ذنوب الِّي

يحبُّون

وإذا حنيت إيدك

شمسنه تغار

عليك الله

خل إيدك بجيبك

لا يحسدون

أعرفك ما تجي

وأنطر كذب عَالباب

وألِمْ بعيوني

كل خُلْكَـ الينطرون

وأعرفك ما تحب

بس ما أملَّكْ

وأعرفك تِنكِر وْداد اليودِّون

وأعرف اكْثر عليك

وما أكَلَّـكْ

أخافن تزعل

وتتركني مجنون

ولعيونك يبو عيون

أشيل البحر بالغربال

مابدِّيه

ولعيونك

أجيل الصَّحرا بالأشبار

وأظل مِستانس بوحدي

وأكَلَّك تيه

ولعيونك

أشكَـ زِيج الهوى

وأركض ركض عالماي

ولعيونك

أرد ارْدود

اخيِّط بيه

ولعيونك

أعد حَبِّ الرَّمل

حَبَّة إعله حبَّة بليل

ولعيونك

ألم كَطر الندى وأغسل عيونك بيه

وتستاهل يبو عيون ٠

و بعد هذه القراءة الشعرية السريعة في عالم د٠ حمد الدوخي الذي يرسم لوحاته الفنية بلغته الفصحى و الشعبية في صورة تلقائية تتجلى فيها الخصائص الفنية لوحدة القصيدة التي تعكس ملامح رؤيته حول الحياة من منطلق مفرداته الجمالية للتعبير بين الواقع و الخيال في اختصار مشاهد يومية إيمانا برسالة الشعر للفن و المجتمع معا ٠

كي تستمر معادلة العملية الإبداعية دائما ٠

مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي إن شاء الله ٠