قراءة تحليلة لقصة/ همسات القمر / للكاتب سمير يوسف / قراءة نقدية للناقدة نادية عوض / مشاركة اعلامية للاعلامي عاصم البكار / الاردن / العراق ,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- Apr 25
- 2 min read

الليل البحر والبوح قراءة شاعرية تحليلية لقصة " همسات القمر" للكاتب الأردني الأديب القدير سمير اليوسف.
بقلم نادية عوض
همسات القمر للبحر كترنيمة أمٍ تروي لطفلها حكاية قديمة كي ينام.
كانت همساته محسوسة تتغلغل في النسيم تمتزج به ثم ينثرها على سطح البحر كحبات الندى تساقطت من يد السماء.
هكذا رسم الكاتب همسات القمر وعزف الرياح وسيمفونية اللحن العذب ، في صور شعرية مبتكرة غاية في الجمال .نلمس سحر الوصف وجمال الكلمة ، الخيال المبهر والتشبيهات البلاغية ، اجتمعت في قصة همسات القمر لتجعل القاريء يعيش في قصيدة شعرية وليس في نص تعبيري سردي ؛
في ليلة هادئة كان البدر مكتملا في السماء
كفانوس يغزل خيوط ضوئه الفضية فوق صفحةالبحر .وتتحول المياه الى مرآة عاكسة لأسرار السماء.
من خلال الصور الشاعرية هذه نستشعر ان الكاتب يوجه رسالة الى قلب المحبوبة كي يستنشق جرعة من حبها له رقيق وعذب ممزوج بالحنين. والطابع التأملي الجميل حيث تتماهى الذات مع ا الشوق وكأنه نقش في القلب وشما ولم يمحى .هنا الكاتب يظهر مهارة يجيد بها العزف على أوتار العاطفة وتراتيل الشوق في همسات القمر.
استخدم الكاتب التعابير الجميلة التي تشي عن طاقة تعبيرية هائلة؛
كان لحنا سريا يحمل دفىء لقاء قديم وعطر لا يذبل..
يقدم العنوان مفتاحا رمزيا للقصة حيث ينسجم مع المحتوى السردي الذي يعبر عنه الحنين وإلاشتياق بألفاظ عذبة معبرة وصور حسية رائعة.
يتسم النص بغموض رمزي ايحائي مما يكسب القصة عمقا فكريا يربط بوضوح بين الرموز والمضمون
.
ان كون الأدب مرآة الروح الإنسانية والوسيلة الامثل للتعبير عن العواطف والأفكار حيث يحفر الكاتب بصماته في وجدان القاريء،
هذا ما نلمسه من كون النص ليس مجرد قصة فحسب بل قصيدة انسيابية في المشاعر والتعابير تنسج خيطا سريا بين وجدان الكاتب وقلوب القراء، تجسد أسرار عاشق لم يشهد عليها سوى القمر وسكون الليل ؛
والنجوم تتلألأ في السماء بفرح اشبه بفراشات من ضوء تحلق باجنحتها على ايقاع الهمسات، راجيا ان تهمس المحبوبة نورا مستوحيا من تلك الهمسات .
انها شاعرية تفيض بالجمال والإبداع السردى ذو الخيال الرحب ، عبر عنها الكاتب حين تتحرر الروح ويتحول الصمت الى صوت مكتوم يشي بالكثير ،كانه حلما صادقا وشفافا.
ان ثراء الفكر والاحساس في السرد التعبيري في القصة يستشعر منهما القاريء.
ان الروحان تتماهيان باجمل صورة عند اللقاء . تعبر القصة عن بحث الكاتب عن ذاته في قلب الحبيبة حيث يجري حوارا مع نفسه في رحلة داخلة في العمق. وكان الكاتب يجد نفسه ولن يبقى تائها في سراب الليل .
ابدع الكاتب في استخدام لغة عالية أنيقة غنية المعنى وبأسلوب متفرد في الجمال سيما وان الناقد يجد متعة في محاورة النص لقدرته على مزج مشاعره مع المجاز اللغوي والتشبيه البليغ في الصور الشعرية.
عبر الكاتب عن العاطفة بمفهومها الفلسفي حيث استخدم نصا مكثفا يحمل افكارا جمالية وفلسفية وجدانية باسلوب سلس يتفاعل معها القاريء وتمس القلوب. ..
Comments