علي البدر و "مشهدٌ أخيرٌ من يقظتي"/ للروائي علي البدر / العراق ,,,,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- Apr 5
- 2 min read

علي البدر و "مشهدٌ أخيرٌ من يقظتي"
ردًّا على قصيدة "آخر مشهد من حماقاتي" للشاعر مازن جميل المناف
1) الشاعر: مازن جميل المناف:
على قهقهة الساعات
اقيمُ عزائي ..
وادغدغ أعناق جراحاتي المشردة
بصراخِ التشفي ...
داخل اشواط اللعبة
أحمل مظلتي وكومة من دخان
نأت هيبتي بمواسم القحط
اتساءل عن حماقاتي كلما تهاوت المسافات بجيبي
وسمعت صراخ المزامير
لست إلا متشردا في صمتي المتمرد
بلا عذرية ينام وجعي
اطارد قصيدتي خلسة
واترك الدمع بدكانِ فلسفتي
وارحل بخرائب الفجر القديم
وامشي على حبائلِ المكرِ
وخيوط العنكبوت
أغزل جدائل الشك
احفظ تراتيل امي بدولاب ملابسي التنكرية
لا اكترث لنهايتي في مدارج الهبوط
وخلف دلائل الأشياء
وخنادق التيه
تتهاوى الأسئلة بعكازِ جاري الأعمى
لربما لا يتسع المقام لذكر امثلة
هنا ... وهناك
بنمنمات يغتالها السكون
تحرق جنائن الله
2) علي البدر:
على تنهيدةِ الصمتِ أُقيمُ صلاةً بلا طقوس
وأُشعلُ قنديلاً من رمادِ القصائدِ الهاربة
لأُضيءَ خرائبَ فجركَ القديم
وأُرَمِّمَ المسافةَ بين دمعتكَ وغيث الأمل.
لستَ وحدكَ،
يا شاعرا يحمل هموم وطن
نحنُ جميعًا نحملُ مظلاتٍ مثقوبة،
لكننا...
نواصلُ السير في موسم القحطِ
نزرعُ شكًّا يُنبتُ إيمانًا يناديك
وصداه يرن في الأعماق، يرتد إليك..
وبشرايين قلبك، احفظ تراتيلَ أمّكَ
وحدها تعرفُ الطريق
حين يتيهُ العكازُ وتخرسُ الأسئلة.
اكسر دواليب الذكريات واصغِ للسكوت،
قد تسمعُ فيهِ
رفرفةَ ملاكٍ صغير، أو بقايا نجاة.
وإن سقطتَ، فلتكن سقطتكَ نحو الضوء،
فحتى جدائلُ الشكّ
تُحاك من خيوطِ يقينٍ خفي.
وإن ضحكتْ الساعاتُ على مآتمكَ،
فلتضحكْ معها بمكرِ منْ فَهَمَ اللعبة
وأخفى الورقةَ الأخيرة في كفِّ قلبهِ.
كلُّ التشردِ
لا ينفي انتماءكَ إلى شجرةٍ ما
أو ترنيمةٍ أولى في المهد غنّتها جدّتُكَ
حين لم يكن العالمُ قد تعفّنَ بعد.
نعم، نمشي على حبائل المكر، لكننا،
نتقنُ الرقصَ فوقها
كالعصافيرِ، نصطادُ ضوءا
من ثقوبِ العناكب وندسُّهُ في جيبِ المسافات.
ولا تخشَ دلائلَ الأشياء، ولا مدارجَ الهبوط،
ففي الأسفلِ
تنبتُ أحياناً بذورُ الفجر.
وامضِ، حتى إن أحرقتَ جنائنَ الله
بصرخةِ ألمٍ،
فاللهُ لا يحزنُ من الذين يئنّون،
بل يسمعك...
ويفتحُ باباً، من ظلّه ويقول
اصبر قليلاً... فأنا معك.
Kommentare