عروسة الاراجوز / مقال للفنان ناصر عبد التواب / مصر ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- May 13
- 4 min read

تعالي اقولك انا شايف الاراجوز ازاي
قدم شعراء العامية المصرية تصوراً فريداً لعروسة الأراجوز يمزج بين الفلسفي والنقدي ويقدم تصوراً فرضياً قريباً إلى الصحة وهو أن العروسة ليست شيئا تافها للتسلية ولكنها أداة من أدوات المقاومة المجتمعية لكل صور وأشكال الظلم والقهر بكل أنواعه من ظلم سلطوي إلى ظلم مجتمعي إلى استبداد طبقي .
فقد قدم العم / فؤاد حداد - مثلا - منظوراً تراجيدياً عن الأراجوز المصري مجسداً صورة المواطن الغلبان الذي يتحايل على السلطة القهرية وينتصر عليها منتشياً باستقباله لأسوأ النتائج التي يمكن أن تنتج عن معارضة إرادة هذه السلطة مع إرادة المواطن الغلبان وهو الموت
فيقول في مستهل القصيدة مشوقاً الأسماع على طريقة راوي الربابة التي تميز بها شعره وتكنيكه الفني :-
" أناعندي ياولادالحلال حدوتة
أناوالدي هواللي عاشها
ولاحد قبلي نقشها في خبرولامخطوط "
***
هي حكاية المواطن الغلبان المهمش الذي لا يهتم التاريخ لحاله فالتاريخ أرستقراطي الإنتقاء والنزعة لا يهتم ولا ينشغل إلا بطبقة الزعماء والأغنياء لذلك لن تجد حكاية المواطن المطحون في أي من كتب أو مخطوطات التاريخ ولا حتى في نشرات الأخبار العابرة ولا أخبار وحكايات الأجداد :-
" كان والدي بالطبع زيي
أراجوزولكن حزايني
واناكنت واد قطقوط "
الخالق الناطق دماغي دماغه
الخالق الناطق كما الشموط
كان صوته الله يرحمه صفارة
وجسمه رايح جاي زي الفارة
وعظمه يانجارين بيلق في الزعبوط "
***
يؤكد أنه وريث هذا المواطن الوالد بعقليته وعنتريته وفكره وبصوته الجهوري الذي لا يمنعه نظام ملكي أو نظام جمهوري رغم ضئالة جسمه النحيل فماذا حدث معه على كل هذا الوهن الذي جسده بحرفيه العم / فؤاد ؟
إسمع :-
" وف يوم من الأيام .. وخلي بالك معايا
هناالعقدة
نده الملك وكان ملك أعظم من العمدة
وعينه مضحك ولي العهدة
وقاله :- " ياألعب من القرموط"
تضّحك الولد أعلي مرتبك
تبـّكي الولد أقطع رقبتك
إفهم كلامي وامشي بالمظبوط
***
وفي هذا المقطع يقدم العم / فؤاد حداد العقد الاجتماعي الباطل بين الحاكم المستبد وبين المواطن قليل الحيلة صاحب العظام النحيلة عقد مفاده أن الشعب يسمع ويطيع للحاكم حتى في النزوات والمسرات الخاصة حتى ينعم بالقبول والرضا والمنح ، عقد مشروط بأن يكون مدادياً ومسلياً لطفله وهو يعكس مدى استهانة الحكام بشعوبهم في كونهم ينظرون إلى الحكم باعتباره وسيلة ترفيهية ومسلية لهم ولأسرهم باستخدام عامة الشعب البسطاء وعلى حساب كرامتهم ولكن ماذا حدث بعد إصدار هذه الأوامر التعسفية التي صاغها العم / فؤاد في أربع أفعال ، فعلين مضارعين وفعلين أمر كـَوّنوا مجتمعين حالة تهديد ووعيد متكاملة بشكل موجز ومختصر وهي ( تضحك / تبكي / إفهم / إمشي )
لكن ماذا كان من المأمور ؟ اسمع :-
" والدي الله يرحمه ماكنش ناقصه
طلع سلاح أبيضاني
وقطع رقبته بنفسه
راح الولد في البكا
وأناوالدي مات مبسوط
أناوالدي مات مبسوط
لأنه عكس أمرالملك
أيام ماكان الملك ملك
ومصروف الأمل مضغوط "
هنا اختيار الموت المعادل للحرية وليس المعادل للحياة فهو لو قام بتنفيذ أوامر الملك فلن يشعر بحريته فانتحر بقطع رقبته وهي مجاز عن رفض الأمر الملكي الصادر في العقد الاجتماعي المستبد .
بمعنى شعبي أدق ( الراجل كــــّبر دماغه عن كلام الملك ) ورحل وهو في غاية السعادة لأنه عكس أوامر الملك وتسبب في بكاء الصغير وهو هنا رمز السلطة في المستقبل متنبأً بانتصار إرادة الشعوب الحرة على السلطة المستبدة التي ستتعامل مع سلطة المستقبل بعكس ما كانت تخطط لها قيادتها السالفة وهذا ما تؤكده عبارة " ومصروف الأمل مضغوط " فهناك أمل بالفعل
قدم شعراء العامية المصرية تصوراً فريداً لعروسة الأراجوز يمزج بين الفلسفي والنقدي ويقدم تصوراً فرضياً قريباً إلى الصحة وهو أن العروسة ليست شيئا تافها للتسلية ولكنها أداة من أدوات المقاومة المجتمعية لكل صور وأشكال الظلم والقهر بكل أنواعه من ظلم سلطوي إلى ظلم مجتمعي إلى استبداد طبقي .
فقد قدم العم / فؤاد حداد - مثلا - منظوراً تراجيدياً عن الأراجوز المصري مجسداً صورة المواطن الغلبان الذي يتحايل على السلطة القهرية وينتصر عليها منتشياً باستقباله لأسوأ النتائج التي يمكن أن تنتج عن معارضة إرادة هذه السلطة مع إرادة المواطن الغلبان وهو الموت
فيقول في مستهل القصيدة مشوقاً الأسماع على طريقة راوي الربابة التي تميز بها شعره وتكنيكه الفني :-
" أناعندي ياولادالحلال حدوتة
أناوالدي هواللي عاشها
ولاحد قبلي نقشها في خبرولامخطوط "
***
هي حكاية المواطن الغلبان المهمش الذي لا يهتم التاريخ لحاله فالتاريخ أرستقراطي الإنتقاء والنزعة لا يهتم ولا ينشغل إلا بطبقة الزعماء والأغنياء لذلك لن تجد حكاية المواطن المطحون في أي من كتب أو مخطوطات التاريخ ولا حتى في نشرات الأخبار العابرة ولا أخبار وحكايات الأجداد :-
" كان والدي بالطبع زيي
أراجوزولكن حزايني
واناكنت واد قطقوط "
الخالق الناطق دماغي دماغه
الخالق الناطق كما الشموط
كان صوته الله يرحمه صفارة
وجسمه رايح جاي زي الفارة
وعظمه يانجارين بيلق في الزعبوط "
***
يؤكد أنه وريث هذا المواطن الوالد بعقليته وعنتريته وفكره وبصوته الجهوري الذي لا يمنعه نظام ملكي أو نظام جمهوري رغم ضئالة جسمه النحيل فماذا حدث معه على كل هذا الوهن الذي جسده بحرفيه العم / فؤاد ؟
إسمع :-
" وف يوم من الأيام .. وخلي بالك معايا
هناالعقدة
نده الملك وكان ملك أعظم من العمدة
وعينه مضحك ولي العهدة
وقاله :- " ياألعب من القرموط"
تضّحك الولد أعلي مرتبك
تبـّكي الولد أقطع رقبتك
إفهم كلامي وامشي بالمظبوط
***
وفي هذا المقطع يقدم العم / فؤاد حداد العقد الاجتماعي الباطل بين الحاكم المستبد وبين المواطن قليل الحيلة صاحب العظام النحيلة عقد مفاده أن الشعب يسمع ويطيع للحاكم حتى في النزوات والمسرات الخاصة حتى ينعم بالقبول والرضا والمنح ، عقد مشروط بأن يكون مدادياً ومسلياً لطفله وهو يعكس مدى استهانة الحكام بشعوبهم في كونهم ينظرون إلى الحكم باعتباره وسيلة ترفيهية ومسلية لهم ولأسرهم باستخدام عامة الشعب البسطاء وعلى حساب كرامتهم ولكن ماذا حدث بعد إصدار هذه الأوامر التعسفية التي صاغها العم / فؤاد في أربع أفعال ، فعلين مضارعين وفعلين أمر كـَوّنوا مجتمعين حالة تهديد ووعيد متكاملة بشكل موجز ومختصر وهي ( تضحك / تبكي / إفهم / إمشي )
لكن ماذا كان من المأمور ؟ اسمع :-
" والدي الله يرحمه ماكنش ناقصه
طلع سلاح أبيضاني
وقطع رقبته بنفسه
راح الولد في البكا
وأناوالدي مات مبسوط
أناوالدي مات مبسوط
لأنه عكس أمرالملك
أيام ماكان الملك ملك
ومصروف الأمل مضغوط "
هنا اختيار الموت المعادل للحرية وليس المعادل للحياة فهو لو قام بتنفيذ أوامر الملك فلن يشعر بحريته فانتحر بقطع رقبته وهي مجاز عن رفض الأمر الملكي الصادر في العقد الاجتماعي المستبد .
بمعنى شعبي أدق ( الراجل كــــّبر دماغه عن كلام الملك ) ورحل وهو في غاية السعادة لأنه عكس أوامر الملك وتسبب في بكاء الصغير وهو هنا رمز السلطة في المستقبل متنبأً بانتصار إرادة الشعوب الحرة على السلطة المستبدة التي ستتعامل مع سلطة المستقبل بعكس ما كانت تخطط لها قيادتها السالفة وهذا ما تؤكده عبارة " ومصروف الأمل مضغوط " فهناك أمل بالفعل....
للحديث بقية .....من كتاب (رحلتي مع فن الاراجوز) تحت الطبع
Comments