صمت مؤجل…./ للروائي شوقي كريم حسن / العراق ,,,,,,,,,,,,,,,

صمت مؤجل….

(………….)

لم تكن الأرض كما تركتها،

ولا السماء تحمل ذات الملامح.

تبدّلت الأشياء،

لكنها بقيت كما هي،

بريقها لم يخفت،

وصوتها لم يتعرّ للشيخوخة.

تقدمت نحوها،

كنت أبحث عن ظل الزمن في عينيها،

عن الغبار الذي يلتصق بذاكرة الأشياء،

فلم أجد سوى الربيع،

كما لو أن السنين انحنت لها،

تمر دون أن تترك ندوبًا.

كيف حالكِ؟”

سؤال خرج من قلبي، لا من فمي،

لكنه بدا خافتًا،

كأنما يعجز عن ملامسة عذوبة الماضي.

ابتسمت،

 … ابتسامتها حكمة الفقد،

وفي عينيها وجع اللقيا.

قالت:

“أتعلم؟ نحن لا نلتقي عبثًا،

الزمن يعيدنا حين يشتاق إلى ماضٍ

لم يعش مكتملًا.”

صمتّ،

كأني أخشى أن أكسر اللحظة.

أدركت أن الفراق كان درسًا،

واللقاء وصية.

أن نحبّ الماضي،

لكننا لا نستطيع البقاء فيه.

رحلت مجددًا،

وتركنا الشارع شاهقًا بصمته،

كأنه يعرف أن الطرقات لا تنتهي،

لكن الأرواح قد تكتفي.