top of page
Search

سردي تعبيري / بعضُ الحرائقِ لا تنطفئُ/ للكاتبة سامية خليفة / لبنان ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

  • Writer: وهاب السيد
    وهاب السيد
  • Oct 29, 2024
  • 1 min read



بعضُ الحرائقِ لا تنطفئُ/ سرد تعبيري

أنا خيالٌ وُلِدَ طليقًا فتَبنّتْهُ الشّمسُ، هكذا حدّثتْني روحي الهائمةُ المسترخيةُ بجدائِلها على صفحةِ البحرِ، يا للجمالِ حينما يمسي لونُ الماءِ ذهبيًّا كم سيغريني لملامستِه! لعلّي أرى من خلالِهِ الحقيقةَ المخفيّةَ في الأعماقِ، الحقيقةُ المتدثّرةُ بألفِ رداءٍ هربًا من عارِ الواقع، هناك، الأصواتُ منجلٌ، والحصادُ آلامٌ وثكلٌ وقهرٌ ، هناكَ نارٌ واشتعالٌ فبعضُ الحرائقِ لا تنطفئُ، تتكرّرُ مشهديّتُها وهي تلتهمُ الأجسادَ في مخادعِها الخيامِ، هناك الخيامُ هُتكَتْ وهُتكتْ معها كلُّ مظاهرِ الإنسانيةِ.

بعضُ الحرائقِ لا ينطفئُ ، الصّورُ تبقى فيها تومضُ بلهيبِها مهما طالَ الزّمنُ،

ذلك الاتّقادُ سيبقى رفيقَ رفّاتٍ لجفونِ الضّمائرِ الحيّةِ، أما تعلمونَ يا بني جلدتي أنّ بينَ الذكرى والصدمةِ قيدُ أنملةٍ، لو فككناهُما لرأينا اشتعالاتٍ وحرائقَ، لسمعْنا هسيسًا لا ينامُ، لشممْنا روائحَ أجسادٍ تلتهمها نيرانُ تنانينَ تنفثُ من ألسنتِها شراراتٌ لا ترحمُ. الذّكرياتُ ستبقى بصورِها معلّقةً على أيْكِ مجدِ الصّمودِ، والصّدماتُ بمطارقِها وسنادينِها ستمزّقُ أحشاءَ اللّيالي الجهنميةِ

لتستأصلَ خبثًا سرطانيّا يتفشّى بلا رادعٍ. قومي يا أرضُ واخبريهم، أنّكِ كتابُنا الذي لن يستطيعَ هؤلاء الجهلةُ الزّاعمونَ أنّهم بناةُ التطوّر أن يقرأوه، وأنّكِ يا أرضُ أنتِ لنا العزةُ وأنّ منكِ الأمجادَ لا تخبوَ، ألا ليت هؤلاءِ الغافلين يدركونَ؟!

سامية خليفة/ لبنان

 
 
 

Comments


موقع فنون الثقافي

©2024 by موقع فنون الثقافي . Proudly created with Wix.com

bottom of page