سرد تعبيري / أتمنى أن أكون مخطئا..!/ للكاتب عبد السلام فيزازي ,,,,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- Oct 9, 2024
- 1 min read

أتمنى أن أكون مخطئا..!
من تكونين أيتها الحياة الجميلة الماكرة؟ فمنذ عنعنتي علمتني ما لا يطيق إنسان ضعيف مثلي مهما بدا لي أنني أستطيع تحمل ما يتحمله الجمل وهو يقطع الفيافي دون عطش ولا مأكل.. علمتني أيامك ولياليك على الإنسان أن يخالطَ جميعَ أصنافِ البشر، ففعلت راضيا مرضيا؛ عساني آخذ منهم الدروس والعِبر، وكنت على علم يقيني أن الكثير منهم يأتيها ويرجع منها وهو لم يتعرف البتة على حقيقةِ كثيرٍ من الناس؛ ومع ذلك يقولون أنك مدرسة لا يقعقع لها بالشنان؛ بربك من تكونين في آخر المطاف؟ ولا أخفي أن أيامك الخوالي والآنية علَّمتني أنَّ كثيراً مِن الناس يعيشُون ويحيون لأنفسهم، فقط لأنفسهم، معتقدين جازمين أنّ السعادة الزئبقية ستظل تلاحقُهم، والأمان سيبقى يحيط بهم إلى أجل غير مسمى، وكأنني كنت أسترجع معها أناشيدنا الطفولية:
" سقف بيتي حديد ،ركن بيتي حجر.."، ليتبين لي في آخر المطاف، لا حديد ولا حجر ولا هم يحزنون أمام قوة القاهر فوق عباده.. فأين نحن من الابتسامة الطفولية، والهناء الذي كان يطوقنا ونحن في حضن أم، تأكل لتطعم، وتبتسم كي نقلدها مبدين هناءَ نشعر به، لكن من يدريني أن الأم تطمئن إليه؟ هكذا، ومع مر الأيام، أصبحنا ندرك أن الإنسانَ لَمْ ولن يعلمْ في حقيقة الأمر أنه يفقد جزءًا كبيراً من السعادة، داخل وخارج الأسرة، وصولا إلى الخلاَّن، وتبقى الحقيقة المطلقة، البحث على تحقيق الإحسان مع أخينا الإنسان، بدءا بالإحسان مع الأسرة الصغيرة، عبورا إلى الإحسان الدنيوي الذي يبقى آثاره حتى بعدما نغادر الدنيا البئيسة هذه.! وفي آخر المطاف، لا ننكر على أن الحياة وعبر التجارب تلو التجارب، علمتنا أن إحترام عقول البشر، لكن شريطة عدم الثقة فيها، فهي الأصل في الفضائل..! "اتمنى أن أكون مخطئا"..



Comments