رمضانُ والروحُ التي تهفو إلى الألقِ/ للشاعر احمد عز الدين / مصر,,,,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- Feb 28
- 1 min read

رمضانُ والروحُ التي تهفو إلى الألقِ
-----------
رمضانُ، يا أنشودةَ الإشراقِ في الغَسَقِ *** ويا نسيمًا سرى بالخيرِ في الأُفُقِ
أتيتَ كالنُّورِ، لا يُطفىءُ تألُّقُهُ *** يُحيي القلوبَ بروحِ الذكرِ والوَرَقِ
يا موسمَ الغُفرَ، يا نهرَ السماحةِ، يا *** عيدَ التجلِّي، ويا فجرًا بلا غَسَقِ
فيكَ البكاءُ ضياءٌ في السَّماءِ سرى *** وفيكَ يُسمَعُ صوتُ الطُّهرِ في الأُفُقِ
ساعاتُكَ العَذبَةُ الأرواحُ تَشرَبُها *** كالنُّورِ يُسكبُ في الأعماقِ بالعَبَقِ
ليلٌ يُناجي به العُبَّادُ خالقَهُم *** وجمرةُ الشَّوقِ لا تَخمُدْ ولم تَرقِ
وسُفرةُ الصَّومِ، فيها الخُبزُ مُكتَفياً *** بالفَضلِ، والرُّوحُ تَسمو فوقَ ما سَبَقِ
كأنَّها جَنَّةٌ، يَحيا الجَميعُ بها *** في ظلِّ مَرحَمةٍ، في رَوضةِ الحَدَقِ
وركعةٌ في ظَلامِ الليلِ تُنقِذُنا *** من التيهِ، تُبعِدُنا عن وَحشةِ الطُّرُقِ
ودَمعَةٌ في السَّحَرِ الغَضِّ غامِرَةٌ *** تُطهِّرُ القَلبَ من زَيفٍ ومِن قَلَقِ
يا ربُّ في مُهجَتي شَوقٌ يُمزِّقُني *** فألبِسِ الرُّوحَ ثوبَ العَفوِ والأنَقِ
واغفِرْ لعبدٍ أتى بالذَّنبِ مُعترِفًا *** يرجو الأمانَ، وينأى عن لظى الحَرَقِ
رمضانُ، يا سِرَّ هَذا النُّورِ في زَمَنٍ *** جَفَّتْ ينابيعُهُ إلا مِنَ الألَقِ
يا قبسَ وَحيٍ أضاءَ الأرضَ مِن عَتَمٍ *** حتَّى رَأينا هُدى الرَّحمنِ مُنطلِقِ
يا فُلكَ نُوحٍ لمن جارَت به سُبُلٌ *** وضاقَ بالحُلمِ، أو أعياهُ مُختَنِقِ
جئناكَ نَحمِلُ في الأرواحِ زَفرَتَنا *** نَجتازُ بَحرَ الأسى، نَحظى بما نَسَقِ
فامسَحْ ذُنوبًا أَثَقَلتْ كاهلَ النَّدمِ *** وأعطِنا مِن جَنَانِ العَفوِ مُرتَفِقِ
رمضانُ، جُدْ، وافتحِ الأبوابَ مُتَّسِعًا *** عسى نَفوزُ بِفَوزٍ فاقَ ما وُصِفِ
بقلم / احمد عزيز الدين احمد
،،،،، شاعر الجنوب
على بحر الكامل
Kommentare