رسالتي الاخيرة / للشاعر زهير جبر / العراق ,,,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- Feb 13
- 1 min read

رسالتي الأخيرة
زهير جبر
كَمْ أَخْبَرْتُكِ أَنَّ حَيَاتَكِ،
لَنْ تَكُونَ هَادِئَةً بِدُونِي..
كَمْ مِنْ حَنَانِ هَمَسَاتِي فَقَدْتِ،
وَتَبَعْثَرْتِ..
أَيْنَ أَنْتِ الْآنَ وَسْطَ ثُلُوجِ أَيَّامِكِ،
وَخُمُودِ دِفْئِكِ؟
مَتَى تَنْهَضِينَ مِنْ سُبَاتٍ قَاتِلٍ
وَأَنِينٍ لَا يُسْمَعُ؟
تُحَاوِلِينَ لَمْلَمَةَ شَتَاتِكِ،
وَلَكِنْ هَيْهَاتَ ذَاكَ!
سَتَبْقَيْنَ بِلَا مَأْوًى،
لَاجِئَةً فِي وَطَنٍ بِلَا حُدُودٍ،
تَبْحَثِينَ عَنْ أَمَلٍ وَسْطَ أَمْوَاجٍ مُتَلَاطِمَةٍ،
تَضْحَكِينَ هُنَا وَتَبْكِينَ بِصَمْتٍ
فِي لَيَالِي الْغُرْبَةِ..
تَتَجَمَّدُ ضِفَافُكِ،
وَأَنْتِ تَرْتَدِينَ بَدْلَةً مِنْ وَهْمٍ،
تَعِيشِينَ لَحْظَةَ اللِّقَاءِ الْمَيِّتِ،
وَاحْتِضَارًا طَوِيلًا.
سُنْبُلَةٌ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ
تَنْتَظِرُكِ مَنَاجِلُ الْقَسْوَةِ
فِي وَادِي الذِّئَابِ.
مَاذَا جَنَيْتِ الْآنَ؟
لَنْ يَرَى مَا بِكِ أَقْرَبُ النَّاسِ،
لَنْ يَشْعُرَ بِكِ
سِوَى قَلْبٍ مُنْهَكٍ،
وَبِئْرٍ كَانَ مَلَاذًا لَكِ،
أَلْقَيْتِ فِيهِ حَجَرًا
وَتَرَكْتِه..
يَا مَنْ تَتَرَبَّعِينَ عَلَى كُرْسِيِّ الْأَلَمِ،
وَتُنْشِدِينَ اللِّقَاءَ الْبَعِيدَ،
سَتَعْرِفِينَ فِي لَحَظَاتِ الْوَحْدَةِ
كَمِيَّةَ الضَّعْفِ،
وَحَسْرَةَ الْغِيَابِ.
سَتَلْقِفُكِ يَدٌ فَارِغَةٌ،
وَحِضْنٌ بَارِدٌ،
أَيَّامُكِ الْقَادِمَةُ سَتَكُونُ بِلَا قُيُودٍ،
وَلَكِنْ سِجْنُكِ الْأَكْبَرُ
لَيْسَ لَهُ أَبْوَابٌ لِتُفْتَحَ.
سَتَبْقَيْنَ ضَائِعَةً إِلَى الْأَبَدِ..
إلا إن أشرقتِ من جديد،
وقبضتِ على خيط النور الخافت،
إن قاومتِ العاصفة،
ونفضتِ عن روحكِ رماد الخذلان،
ربما يولد فيكِ صبح آخر،
ربما تجدين الدرب من جديد..
Comments