خاص / فنون / عرض وتقديم لرواية الكاتبة ابتسام عبد السادة / الناقد قاسم ماضي / ديترويت ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- Sep 24, 2024
- 4 min read

التربوية العراقية " ابتسام عبد السادة " تقتحم عالم السرد بمنتجها الروائي الاول هذا هو الحب .
صخور تتراكم على قلوب صغيرة .
صدر للكاتبة " ابتسام عبد السادة " عملها الروائي الاول المعنون " هذا هو الحب " والرواية من القطع المتوسط وتقع في 175 صفحة ، والصادرة عن دار نشر الورشة في بغداد – شارع المتنبي ، لعام 2023 ، والرواية من ثلاثين جزءاً ، وتتكون من الأهداء ، والمقدمة ، والخاتمة .
" إلى كل انسان صان وحفظ الوصل ، ولم ينقض العهد مع من أحب "ص5
هذا النوع من الروايات يندرج في اطار ما يطلق عليه " الدفاع عن القيم " إنه دور الرواية بالدفاع عن القيم التي تربط العلاقات الإنسانية ،والتي تكوّن نظامها الأخلاقي ، والتي تنشئها التجارب الفردية والجماعية ،وربما كان للأدباء دور في صياغتها لا في صناعتها ، وهو مرآة للعلاقات الإجتماعية التي لعبت دورا موثرا في تعزيز العلاقات الإنسانية التي يبحث عنها الروائي ."
وهنا يقول الدكتور والأكاديمي " لطيف زيتوني " في كتابه " الرواية والقيم " هل بإمكان الرواية أن تلعب دوراً في الدفاع عن القيم ؟ نعم هكذا أرادت " عبد السادة "ان تقول لنا جميعا عبر روايتها ، فعالم الأدب والفكر الذي ينتمون اليه هو عالم هذه القيم ، فجعلت الكاتبة معظم شخوصها ثورية ومنهم " هالة " وبعض من شخوصها ، حيث كان حراكهم بالأفكار حتى تتغيير القواعد التي يقوم عليها المجتمع .
" ليس كل موروث صحيح ، وليس كل الزهور الملونة حقيقية ، لكن يبقى العقل ، هو الذي يفرق بين الحقيقة والوهم .ص 118
ممزوجة بصناعة أبطالها التي صنعتها المخيلة الناضجة بمساعدة الفتيان والكبارالذين تعاملت معهم بكل حرص ، ولكونها معلمة وواعية لما يدور حولها ، ولها عدة دراسات وبحوث بهذا المجال وعن كيفية التعامل معهم .ويرجع ذلك بدراستها لعلم الاجتماع ، وعلم النفس .
تلك الطفولة المهدورة التي وضعتها لنا وبدأت ترسم ملامحها بكل دقة ، وكأنها رسامة وتملي علينا ما تريد ، عبر شخوص متعبة عاشت القسوة ، والجبروت، ومن خلال شخصيات يسبرون مصائرهم في بلدهم ومنهم
" هالة + صقر الصياد + وميض + سارة + لذيذة " وغيرهم .
وشخصية الطفل الموهوب " ليث " وعلى شاكلته الكثيرمن الذين يعشيون القسوة التي تتجلى على أشدها بسبب الفقر ،والعوز المادي الذي يحيط بنا .
" قررت ان لا تستسلم ، قررت أن تعلن الحرب على الظلم " 129
حيث شخوص الرواية تدخلك في عوالم كثيرة نسجتها الكاتبة ، لأنها تعاملت بحذر لإيصال صوتهم ، مؤكدة في مقدمة الرواية هذه الشخصيات تتكرر كل يوم في أي مكان وأي زمان لا يستمر الخير ولا ينتهي الشر .
فلهذا نجد أرواحهم هائمة في هذا الفضاء الذي شكلته الروائية " عبد السادة " وهي تلتحف بشخوصهم كي تقول الحب لا يموت ، بل نحن نقتل الحب ،ونحن من نشجع على الحقد والكره ويصل الحد ، نحن نشجع على الإنتقام ، رفقا بقلوبكم أيها المحبين رفقا بقلوب أحبتكم وكأنها ترسل إشارات لهذا العالم الذي تسوده الفوض والدم والموت .
" ما أصعب أن ننطق دون وعي دون فهم دون تأني " ص43
ومن منطلق الرواية ومفهومها في الدفاع عن القيم ، جاءت لتدافع عن القيم الإيجابية فهي لا تكتفِ بعرض الواقع بل تقدم ما لا يقدمه فن ، ولهذا جاءت الكاتبة " ابتسام عبد السادة " لتشتغل على روايتها المعنونة " هذا هو الحب " بلا مصالح بإعتبار المثقف هو من يدافع عن القيم الإنسانية ،
" هي دعوة للتخلص من سلطة السيطرة ، أو لنقول الممنوعات ، مؤكدة المواجهة والدعوة إلى نبذ العنف ، الأفصاح عن الدواخل "
والمعروف بين أوساط الكثير من المثقفين أن يكون الروائي أشد تأثيرا ً من كاتب المقالة أو الدراسة . ولهذا خاضت تجربتها الأولى في كتابة روايتها من آجل إيصال صوتها ،وهي تعمل بقوة على ضرورة الحفاظ على القيم الإنسانية التي تحمي من شريعة القوة ، وهذا ما وجدناه في شخصية الشرير الذي ابتلى به المجتمع والذي يتلاعب بالقيم الإنسانية " صقر الصياد " وهو ترصد لنا من الواقع الذي نعيشه هذه الشخصية المريضة وهو يملك القسوة والجبروت والكل يخاف منه اذا وصل به حبه للمال وبيع شرفه ، وفي نهاية المطاف باع أعضاء أبنته واعتبرها مصدر عيش له .
" متطلبات الحياة كثيرة ، لا تنتهي بحب جمع المال ، الشجع ، الطمع ، القتل المستمر يتناقل من فرد إلى آخر ، ليس في الطباع فقط حتى في الأكتساب " ص126
فهي تعمل من آجل التوعية الثقافية التي تضطلع بها هذه الرواية والتي أسمتها " هذا هو الحب بوصفه قيمة إنسانية " حيث وظفت كل شخوصها في خدمة قضايا المجتمع منطلقة من الشعور بالمسؤولية وحرصها على المجتمع ، مؤكدة طموح بعض الكتاب ومنهم " رولان بارت " في ميولهم إلى النظام القيمي ، حيث قال يمكن تسميته " علم درجات المعاني " ولهذا وجدنا الرواية التي بين يدينا مشبعة بالقيم والتقويم . ومن خلال النهاية التي إنتصر فيها الخير على الشر ,
" هناك من يخترع العلاج ، وهناك من يخترع السلاح ، والاثنان يجمعهم العلم " ص146
بقى أن نذكر صدرت للكتابة العراقية عدة كتب نذكر منها " هذا هو الحب " رواية " عن دار الورشة ، وخيوط من الذهب بين الماضي والحاضر صادر عن دار نشر " جلجامش " وهو كتاب يعج بالأساطير المهنية ، وكتاب " النصوص الأدبية في التربية المتطورة " دراسات في كتابات الأديب الدكتور " جاسم محمد صالح " ولها عدة دراسات وبحوث عن كيفية التعامل مع الأطفال . وتعيش الأن في الولايات المتحدة الأمركية .
قاسم ماضي – ديترويت
Comments