خاص / فنون/تغطيات فنية/كتبت محررة صحيفة فنون الثقافية من تونس / الاعلامية لطيفة جلاصي /جليات: عرض صوفي يضيء ليالي السليمانية في أجواء روحانية ساحرة / تونس ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ت

في ليلة رمضانية حالمة، وفي رحاب المدينة العتيقة، أضاء الفنان علي بنقدور سماء السليمانية بعرضه الفني "تجليات"، الذي حمل جمهوره في رحلة روحانية آسرة، حيث امتزجت الألحان الصوفية العذبة بأجواء التصوف العريقة، لترسم مشهداً فنياً فريداً من نوعه.

أقيم العرض يوم الأحد 16 مارس 2025، ضمن فعاليات "ليالي السليمانية"، وهو المهرجان الفني الذي أضحى موعداً سنوياً ينتظره عشاق الفن الراقي خلال شهر رمضان. وقد استقطب "تجليات" جمهوراً غفيراً من مختلف الفئات، ممن توافدوا للاستمتاع بهذا الأداء الصوفي المتميز، الذي شكل جسراً بين التراث والروحانيات، حيث تفاعل الحضور بانسجام مع الأناشيد العذبة والمقامات الموسيقية الرفيعة التي لامست الوجدان وأيقظت المشاعر.

ولم يقتصر العرض على الموسيقى فحسب، بل تخلله أيضاً استعراض للباس التقليدي التونسي، احتفاءً باليوم الوطني للباس التقليدي، في مبادرة تعكس الاعتزاز بالهوية والتراث. وقد أضفت الأزياء التقليدية رونقاً خاصاً على الأمسية، حيث تهادت العارضات في إيقاع متناغم مع النغمات الروحانية، ليجسد المشهد لوحة فنية متكاملة تنطق بجمال الأصالة والتاريخ.

ويعود الفضل في نجاح هذه التظاهرة الفنية إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها مديرة دار الثقافة المدرسة السليمانية، السيدة نجلاء الواد، التي أثبتت من خلال حسن إدارتها ورؤيتها الطموحة، أن الفنون يمكن أن تكون جسراً للحوار والارتقاء بالذائقة الجماعية. فمن خلال دعمها لهذه الفعاليات، استطاعت أن تجعل من "ليالي السليمانية" منبراً للإبداع، وساحة تحتفي بالفن الرفيع، مما أسهم في إشعاع المهرجان وترسيخه كموعد ثقافي بارز.

لقد كان "تجليات" أكثر من مجرد عرض فني، بل كان تجربة روحانية متكاملة، حيث التقت الأنغام بالروح، والتاريخ بالحاضر، في مشهد يأسر القلوب ويترك بصمة لا تُمحى في ذاكرة كل من حضره. وهكذا، تثبت المدينة العتيقة مجدداً أنها ليست مجرد فضاء تاريخي، بل هي قلب نابض بالحياة والفن، يحتضن الإبداع ويمنحه بعداً أعمق وأسمى.