حين يصرخ الجسد بما لا تقوله اللغة / للشاعرة زهراء الركابي / العراق ,,,,,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- May 1
- 1 min read

إلى مازن حمادة – حين يصرخ الجسد بما لا تقوله اللغة
بقلمي / زهراء الركابي
لا أحد يسمعكَ هناك،
الحيطانُ مشغولةٌ بندوبِ من سبقوك،
والضوءُ... ضوءُ حارسٍ يضحكُ،
لأنه يعرف أن الله
لا يدخلُ الزنازين.
مازن،
حين دخلتَ البلادَ من فمِها الجائع،
لم تكن تحملُ غير قلبٍ
يؤمنُ أن الكلمةَ لا تُقتل،
أن الصرخةَ لا تُسجَن،
أن الجلدَ قد ينزف،
لكنّ الروحَ تبقى شاهدة.
قالوا لك:
اصمتْ...
قلتَ: لا.
قالوا: انحنِ...
قلتَ: بل أمشي واقفًا
ولو على العظمِ المكشوف.
كم صرخةٍ بقيت معلّقة
على مسمارِ جدار؟
كم اسماً نُسيَ في قاعِ الزنزانة؟
وأنت؟
اسمُك ما زالَ يجرحُ الهواء،
ويُربكُ الجلاد،
لأنك لم تمتْ تمامًا
ولم تُبعْ… رغم كلّ العتمة.
يا ابن دير الزور،
دمك النحيل الذي سال
لم يكن هباءً،
كان نشيدًا،
نحن فقط...
لم نسمعه في الزحام.
يا مازن،
أنتَ لم تُهزم.
المنفى لا يهزم من عَرَفَ السجنَ،
والعتمة لا تخيفُ من ذاق القيودَ
ولم ينكسر.
ستبقى – فينا –
كما تبقى الشهادةُ في عينِ الأحرار،
جُرحًا حيًّا...
لكنّه لا ينزف، بل يضيء.
Comments