top of page
Search

تغريدة الشعر العربي / قراءة نقدية / السعيد عبد العاطي / مصر,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

  • Writer: وهاب السيد
    وهاب السيد
  • Nov 6, 2024
  • 4 min read



تغريدة الشعر العربي

السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

--------------------

(في فضائي ٠٠!!)

الشاعرة الطبيبة سارة حسان - ١٩٨٦ م

قَلبي و نبضٌ يُشتَهى .. وحَمِيمُ

لمَّا بَدا ... و الدَّمعُ فيه كليمُ

أغلقتُ هاتِفيَ القديمَ تمرُّداً !!

و جعلتُ أشلاء الشُّرودِ تُقيمُ

حتَّى رنِينُ (الصَّمتِ) يهتفُ داخلي

هَيهاتَ يا نفسِي .. لكِ التَّسلِيمُ ٠

-----------------

في هذه التغريدة الشعرية نتوقف مع ثنائية الطب و الشعر من مدينة المنصورة التي تذكرنا بشاعرها الرومانسي - شاعر الأطلال - الطبيب إبراهيم ناجي صاحب الأنفاس المحترقة وراء الغمام ٠٠

ليتصل هذا المسلسل تارة أخرى مع شاعرة خرجت من عبائته ذات دلالات حديثة و متطورة لكنها تحافظ على الخصائص الفنية للقصيدة من منطلق الموروث المنجذر مع المفهوم اللغوي و إضافة عناصر العصر في مزج لعملية الإبداع الشعري داخل إطار الفن الجميل هكذا ٠٠

* نشأتها :

======

وُلدت الشاعرة و الطبيبة المصرية ساره حسان بمدينة المنزلة محافظة الدقهلية بمصر عام 1986 م ٠

و قضت بها فترة طفولتها حتى سن الرابعة ثم انتقلت إلى المملكة العربية السعوديه وأتمت دراستها الابتدائية بها في قرية (الجاوه ) محافظة الباحه ,لتعود مرة أخرى إلى مصر و تتم مراحلها الدراسية هناك , و تلتحق بكلية الطب و الجراحة جامعة المنصورة عام 2004م _2010 م لتعمل بعدها في مجال أمراض النساء و التوليد و الذي حصلت فيه على درجة الماجستير من جامعة الأزهر .

* من الإصدارات :

==========

صدر لها سبعة دواوين شعر و كتاب ٠

- ديوان شعر (في فضائي) عام 2012

- ديوان شعر (بين الظلال) عام 2016

- ديوان شعر (خريف الأمنيات) 2016

- ديوان شعر (روح الخيزران ) 2017

- ديوان شعر (هكذا كنا ) عام 2018

- ديوان شعر مشترك (قهوة برائحة المطر) عام 2022

- كتاب أنفاس الصباح ٠

* حول شاعريتها :

===========

قد بدأ مشوار اهتمامها بالشعر منذ نعومة أظفارها بين أحضان تلك البيئة الخلابة و نزعات السفر من منظور ديني و تخصص علمي يعانق الروح و البدن يحمل دلالات الحياة ٠

بجانب تنشيئة الاسرة في رحاب لغتنا الجميلة لغة الشعر ٠٠

حيث والدها تعمل كمدرسة للغة العربية و حرصت على تشجيعها الدائم للقراءة و الإطلاع كونها من خريجي كلية دار العلوم العريقة , نشأت طفولتها على عيون الشعر العربي, و روافد الأدب المتنوعة ,لتنطلق معها الرحلة منذ المرحلة الإبتدائية مع فنون الإلقاء ,إلى المرحلة الإعدادية مع مسابقات الإلقاء الدولية ,ثم في مرحلة الجامعه حين بدأت تنظم الشعر العربي ,و إلتحقت بنادي أدب قصر ثقافة المنصورة لها أول دواوينها ٠

= عضو باتحاد كتاب مصر و العالم العربي.

إهتمت د.ساره حسان بالشعر العربي في كل عصوره ما دفعها لإنشاء منصة (سطور الأمل ) الأدبية على اليوتيوب , التي سجلت فيها أكثر من 500 قصيدة للشعر العربي مسموعة و مقروءة في كافة العصور و ذلك عام 2017 بالإضافة إلى أدب الأمثال و نوادر العرب .

برعت د.ساره حسان في الشعر العمودي ثم منه انتقلت منه إلى الشعر الحر و التفعيلة و منهم إلى الأدب و فن الخاطرة فيما أطلقت عليه أنفاس الصباح لتعطر الصباح بجمال اللغة العربية.

* مختارات من شعرها :

==============

تقول د٠ سارة في قصيدة بعنوان ( ذئب الحديقه ) تذكرنا بديوان أمير الشعراء أحمد شوقي مع حكايات الطيور و الحيوان ٠٠

لكنها تمرق فمن خلال الفكرة إلى فلسفة عميقة الرؤية حول الذات في مدارات تكشف براح الحقيقة حيث الصراع و الواقع و تصور في رمزية الذئب و الحقيقة من مدلول فيه مقارنة :

ذِئبُ الحدِيقَةِ كَمْ تَلهَّفَ رُؤيَتِي

شَدَّ الإزارَ على لِسانِ قَصيدَتي

ذَبُلَ البَنَفسَجُ مِن دُموعِ رَبَابَتِي

كَمٌّ مِنَ الأعذارِ في أُنشُودَتي

ولَأنْ أبِيتُ بِركنَةٍ مِنْ عِزَّتِي

خَيرٌ مِنَ الأحضانِ في المَقصورة

علَّقتُ هَمِّي في جُيوبِ عباءَتي

وتَنفَّستْ رُوحي بِما في مُهجَتي

للعَنكَبُوت مَنَابِرٌ بِأسِرَّتِي

وبِصَقلِ أيَّامِي تَزيدُ مَرارتي

في القاعِ أدفِنُ حُجَّتِي في حَاجَتِي

فَتَفُورُ أحلامِي بِجُرحِ كَرامتي

في غَابَةِ الأشواكِ رُوحُ مُشَتَّتِ

شَفَّ الشَّبابَ بِهيكَلٍ مِن جَدَّتِي

فَتَعَكَّزَ العُودُ الكَسيرُ بِشمعَتِي

إلاَّ تُغَبِّرُ أحرَقتْ في وَردَتي

ألِمثلِ هذا أستَحلُّ صَبابَتِي

وأبِيعُ آخِرَتي بِلَمزِ الغَمزَةِ

أَسرَ السَّرابُ مَناهِجاً مِن فِكرَتي

حتَّى عَلِمتُ بِأنَّ دّائي عُدَّتِي ٠

***

و تنتقل بنا د٠ سارة حسان في قصيدة أُخرى تحت عنوان ( المَنْسِيّ ) تسطر فيها ملامحها الهاربة بين دفقات المستحيل في حالة اشتهاء في تمرد و فوران مستخدمة حالة الهاتف للصمت الاختياري من أجل قناعات تلازمها في تلك الحياة و صدى المهمل و المنسي :

قَلبي و نبضٌ يُشتَهى .. وحَمِيمُ

لمَّا بَدا ... و الدَّمعُ فيه كليمُ

أغلقتُ هاتِفيَ القديمَ تمرُّداً !!

و جعلتُ أشلاء الشُّرودِ تُقيمُ

حتَّى رنِينُ (الصَّمتِ) يهتفُ داخلي

هَيهاتَ يا نفسِي .. لكِ التَّسلِيمُ

قدْ كنتُ قبلَ اليومِ أضعفَ (صُورةٍ) !

و اليومَ عُدتُ إلى كَذا ... و أهِيمُ

قَبِّلْ ثراك فإنهُ لكَ جُنحَةٌ

منْ ذاتِ ذاتٍ .. لا تزالُ تُسِيمُ

فالجُرحُ لنْ تُنهيهِ أيَّةُ قِصَّةٍ

للَّيلِ في أحضَانِه التَّحطِيمُ

عَوَّدتُ نَفسِي أنْ تَدكَّ (عِظامَها) !

إن عُدتِّ عُدنا .. يَنتَهي التَّحكِيمُ

فاجمعْ (فُؤادكَ) مِنْ سُطُورِ مَحبَّةٍ

و انثُر قَصائدَها فَفِيك نَسِيمُ

يا أيُّها (المَنسِيُّ) في (فُقَاعَةٍ)

للوَهم هَلاَّ .. يَعتَرِيك قَدِيمُ

عِشْ مَا تَشاءُ بِمَا تَشَاءُ فَلا بِها

دَامتْ .. ولا مِنها إليك نَعِيمُ ٠

***

و نختم لها بتلك القصيدة التي تقول فيها د٠ سارة حسان ، في عنوان ( روح رُوحِي ) لتبرهن كيفية الوصول إلى الإدراك النفسي في يقين يراوده نوبة حنين في تضادية تعكس اضطراب ينازع الذكريات في حالات تلقي بظلالها الذي يفسر تلك الظواهر و مخاض الحلم :

جَدِّدْ عَلى كَفَّيكَ حُلماً أخضَرَا

يَومٌ يَرُدُّ الشَّيخَ طِفلاً .. أكبَرَا

عُمرٌ تَنَابَضَ مِن خَلايَا مُضغَةٍ

مَا بَينَ سَرَّاءٍ وَ ضَرَّاءٍ سَرَى

هَذِي الحَياةُ غَرِيبَةٌ ..مَا شَأنُهَا ؟

قُربٌ عَلى بُعدٍ يُقَرِّبُ .. مَا جَرَى

وَمَضَتْ لَنَا فِي شَهقَتَينِ بِبُؤبُؤٍ

رُغمَ اتِّسَاعٍ ضَاقَ عَنْ حَلِّ العُرَى

قُومِي بِنَا يَا هَيبَتِي و تَمَشَّجِي

عَنْ طَيفِ حَالٍ عَنتَرِيٍّ قَهقَرَا

قَومِي بِنَا عَنْ حَفلَةٍ فِي سِركِهَا

كُلٌ يُقَارِعُ ذَاتَهُ كَي يَعبُرَا

قُومِي نُجَدِّدْ مِنْ وُرَيقَاتِ الذِي ..

قَدْ كَانَ إنْ بَانَتْ لأيَّامِي قِرَا

مَا كُلُّ مَنْ كَتَبَ البَيانَ بِكَاتِبٍ

أوْ كُلُّ مَنْ أفتَى تَفَتَّاه الوَرَى

مِمَّا يُضَاحِكُنَا بِهِ عِنَّابُنَا ..

أنَّ التَّنَاسِي بَاعَ مِنَّا مَا اشَترَى

يَا هَيئَةَ الأحلَامِ لا تَتَذَمَّرِي

 كُلٌ بِعَالَمِهِ يُسَكِّرُ أنْهُرَا

و أنَا ..عَلَى مِيلادِ نَفسِي لُمتُهَا

أنْ تَشتَكِي مِنْ مِرفَقَي لمَّا انبَرَا

عَوَّدتُهَا أنَّ الجَمَالَ بِعَينِهَا

يُغرِي جَمَالاً بِالحَيَاةِ لِيَظهَرَا

قَوَّمتُهَا حَتَّى تَكُونَ لِغَيرِهَا

نُوراً يَرَى بِالشَّرِّ خَيراً أسْفَرَا

آنَستُ وَحشَتَهَا بِضَمَّةِ عَاشِقٍ

لِلحُبِّ مِنْ قَبَسٍ أضَاءَ الأبْحُرَا

هِيَ رُوحُ رُوحِي مَنْ أكُونُ و مَنْ بِهَا

لِلكَونِ غَرَّدَنِي القَصِيدُ مُعَطَّرا ٠

و في النهاية بعد هذه القراءة السريعة لعالم الشاعرة و الكاتبة و الطبيبة د٠ سارة حسان التي نراها معجون بطمي الأصالة في مراحل التكوين و أطوار عملية الإبداع بين الأدب و الطب و غزارة الإنتاج الشعري و القصيدة العمودية بكافة خصائصها الفنية ٠٠

لتكشف لنا في لغة ناضجة و ثقافة متجذرة من منبع الثقافة الإسلامية و فلسفتها النيرة لتلخص لنا المشهد الجمالي في تضاد لواقعنا المرير فترسم طريقا مع حلم ينتظرها برغم التحولات دائما ٠

مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي إن شاء الله ٠

 
 
 

Comments


موقع فنون الثقافي

©2024 by موقع فنون الثقافي . Proudly created with Wix.com

bottom of page