top of page
Search

تحليل نقدي لقصيدة انكيدوفي الظل للشاعرة شهرزاد الربيعي / قراءة نقدية للروائي علي البدر / العراق ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

  • Writer: وهاب السيد
    وهاب السيد
  • Apr 18
  • 3 min read



علي البدر

والتحليل النقدي لقصيدة "انكيدو في الظل" للشاعرة

شهرزاد الربيعي

انكيدو في الظل

لا صوت للظل ،

لكن صوت الصمت عال ،

ويأتي الموت

بالوجه تحت الوجه

ذاك الذي يدعي انه الروح ،

او الضمير المستتر ،

في غفلة مني ومنك ،

يأتي كي يفرقنا ،

في ساعة ، تَذبَح فيها العُتمة ،

آخر انوار النهار

في ساعة الموت لا نبكي ،

فموت انكيدو، دحض الملحمة،

وجلجامش،

كطفل يبكي حيوانه المدجن الاليف،

انكيدو ، صامت في الظل ،

مغطى بسعف النخيل ،

قال في النفس الاخير ،

تعال لنحتسي التراب ،

لِمَ لا تأتي معي ،

فقد حاربنا معاً من قبل ،

ذلك أدعى أن نموت معاً ،

ذاك خلودنا ، وهو الحقيقة

انكيدو لا تقسو ،

فانت السماء وكل من بعدك طقس ،

وطقس الموت يرعبني ،

أم إنه خوف النهاية ،

لقصتنا الفريدة ،

محكومٌ بقتل اعدائي ،

وأختار الخلود ،

وأنت ساكنٌ في الظل وحدك ،

انكيدو يا صديقي ،

مُتْ لِتَبحَثَ عن حدودك ،

و أبحث عن خلودي ،

مُتْ كما يليق لتنساني ، فأنت ذكي بما يكفي ،

لِتَنزِلَ مثل المطر بعد انطفاء النار ، في هذا الوجود

ونقي بما يكفي ِ، لِتُنقّي ماء كل البحارِ ،

من زيفِ كل البشر

انكيدو ،

قوي بما يكفي مثل الارض ،

تغير نفسها متى شاءت ،

انكيدو ، حجر الفلاسفة ،

يسير على الحد ما بين أبيضه وأسوده ،

ترسم الحناء على معصمه خطا ،

قبل ان يفكر بالانتحار

أنكيدو،

يعيد خلق نفسه ، دافئ كالشمس ،

ونهرُ حبٍ بلا ضفاف ،

متفرد ، يتخطى القواعد ،

مختلف في كل شيء ،

وانكيدو واضح حر مثل المحيط ،

هادئ متى شاء ، يغضب متى يشاء ،

لكن انكيدو ، ميت في الظل

شهرزاد الربيعي / العراق

15/4/202

       القصيدة تبدو رسالة وداع متأخرة، تُقال على قبر صديق قديم، لكنها ليست خطاب رثاء فحسب، بل تفاوض وجودي بين الحياة والموت، بين الذاكرة والنسيان، بين الأسطورة والإنسان. الشاعرة شهرزاد الربيعي قدمت نصاً يضجّ بالشجن الفلسفي، والنَفَس الملحمي، واللغة الرمزية الثقيلة. وعند تفكيكها فنياً ومن جوانب مختلفة، يظهر لنا عمق وجدلية المعنى، من خلال مجازات وتشبيهات وتناقضات وصورا شعرية لافتة منحت النص مساحة إبداعية لابد من بيانها وبصورة مختصرة:

المجاز Metaphor

          "يأتي الموت بالوجه تحت الوجه...". مجاز مذهل. الموت لا يُقدَّم ككيان مباشر بل كـ"وجهٍ خلف وجه"، يشي بأن الموت مقنّع، غير واضح، وربما يتخفى في الحياة نفسها. وأيضا: "تعال لنحتسي التراب"، مجاز مر حيث أن "احتساء التراب" كناية عن تذوق الموت، بل جعله مشروباً، ما يمنحه طابعاً مقدساً أو مصيرياً. وفي المقابل يبهرنا عمق هذا المجاز الذي يصور الموت بداية لكشف الذات: "مُتْ لِتَبحثَ عن حدودك". أجل موت بمعنى بداية لابد منها. ونجد أيضا: "تنزل مثل المطر بعد انطفاء النار". صورة ناعمة بعد مشهد قاسٍ، كأن الموت يولّد خصوبة جديدة، ونقاء.

التشبيهSimile

" جلجامش كطفل يبكي حيوانه المدجن الأليف. " تشبيه يُفرغ جلجامش من بطولته ويُعيده إلى إنسانيته العارية. البكاء على أنكيدو هو بكاء طفل، فيه فقد أول صديق، لا جندي خسر قائداً. تشبيهات تدل على الطبيعة المزدوجة لأنكيدو، فيه دفء وحُرية، لكنه أيضاً قوة وغضب.

التناقضContradiction / Paradox

"واضح حر مثل المحيط / هادئ متى شاء، يغضب متى يشاء"

المحيط رمز للحرية والعمق، لكن متناقض في سلوكه، وهذا يعكس طبيعة أنكيدو ككائن يتجاوز الثنائيات.

"انكيدو، ميت في الظل". التناقض في كونه حياً بالشعر والذاكرة، لكنه ميت في الظل. كأن الحياة والغياب يتعايشان فيه. متكرر جداً، العنوان نفسه "أنكيدو في الظل"، والختام كذلك.

الظل هنا ليس مجرد مكان غياب، بل كينونة أنكيدو الجديدة: لا حياة ولا موت، لا حضور ولا غياب، تماماً كما يتردد ظل الإنسان في الذاكرة دون جسد.

    وبخصوص الرمزية، نجد أن الرمزية ظاهرة في "سعف النخيل" الذي يرمز إلى الجذور، إلى العراق، وربما لطقوس الدفن. أما "الحناء على معصمه قبل أن يفكر بالانتحار" فهي إشارة للجمال وأيضا الطقوس المقترنة بالموت و الحياة الموشكة على الفناء. فالبنية الزمنية للقصيدة ليست خطية، بل دائرة تدور بين الماضي (الملحمة) والحاضر (الحوار الداخلي)، والمستقبل (الموت كاستمرار رمزي).

وتتصف القصيدة بلغة ناعمة، فلسفية، مشبعة بالحزن، والتأمل في معنى الخلود، الصداقة، والخسارة. النص إذن قائم على لحظة حداد شخصية، لكنها تمتد لتصبح تأملاً في ما يعنيه أن تكون إنساناً، صديقاً، خالداً أو فانياً. وحضور أنكيدو كثيمة ليس فقط مرجعية "ملحمية"، بل "وجودية" بامتياز. المتكلم لا يُظهر فرحاً بالخلود، بل عبئه. وكأن الخلود بغير الصديق… لعنة. حالة حوار داخلي متأرجح. أحياناً يناجي أنكيدو بلطف، وأحياناً يلومه، وأحياناً يترجاه، ثم يختم بالقبول التراجيدي للفقد، وهذا هو قانون الحياة. لابد من القبول بالموت لكي يتعادل مع الحياة بقساوتها ولينها وبحلوها ومرها.

تحياتي والورد.

علي البدر Ali Albadr

 
 
 

Comentarios


موقع فنون الثقافي

©2024 by موقع فنون الثقافي . Proudly created with Wix.com

bottom of page