top of page
Search

بين حوار الذات واسلوب الشعر/ مقال للاديب الشويخ عبد السلام / فرنسا,,,,,,,,,,

  • Writer: وهاب السيد
    وهاب السيد
  • Feb 11
  • 3 min read



بين حوار الذات واسلوب الشعر

الشويخ عبدالسلام

استاذ الفنون التشكيلية - فرنسا

من خلال هذا النص، سنحاول تسليط الضوء على بعض الخصائص الإبداعية للقضايا الجسدية وتنوعاتها الإيمائية، من خلال تحليل وصفي للإيماءات الجسدية، وتوضيح أهميتها للقارئ في لغة الممارسة الفنية، سواء خلال لقاء أدبي أو علمي أو سياسي أو ديني، أو من خلال لحظات قراءة النصوص والقصص الشعرية على سبيل المثال.

قبل البدء في رسم خطوط التأمل حول القضايا المحددة للغة الجسد ووظائفها في دعم التصور الإبداعي، سواء الفني أو الأدبي،

  يجب أن نتذكر اولا أن الجسد يعد عنصر أساسي في العديدمن المواقف والمفاهيم والموضوعات التي اختارها الفنانون الغربيون، سواء على مستوى التمثيل التصويري، أو على مستوى الإخراج والأداء الفني، والذي يستخدم الجسد في كثير من الأحيان كدعم فني أساسي لإنشاء لغة محددة تربط الجسد بمتغيرات فلسفية أو نفسية انعكاسية إشكالية.

غالبًا ما تشير ثقافة الجسد إلى الممارسات الفنية التي تتطلب فهم الذات وأهميتها في العلاقة مع العالم المرئي وقضاياه التعبيرية المختلفة.

وهي أيضًا وسيلة موجهة بواسطة نظام عاطفي وظيفي مرتبط بالعالم الحساس للفنان أو للإنسان بشكل عام لإظهار التعقيد النفسي والعاطفي من خلال الإيماءات التي تحاول تحرير الروح الحساسة من حالاتها العاطفية المكثفة.

يستخدم العديد من الفنانين سواء في عالم المسرح أو العروض الفنية الجسدية الجسد بوضعياته وحركاته المختلفة للإشارة إلى أهميته في اللغة التعبيرية البصرية والعاطفية والنفسية التي تربط كل حركة بأسلوب تعبير داخلي يشكل جزءاً من عملية عاطفية تعكس جوانب محددة من الإنسان.

وتحتل العلاقة بين الجسد والنص الأدبي مكانة أساسية في عالم الإبداع المعاصر في الغرب. ويولي الكتاب والفنانون على حد سواء قدرًا كبيرًا من الاهتمام لهذه الثقافة، وبالتالي يستخدمونها كعامل أساسي للتكامل الضروري لنقل المعرفة.

 ويستخدم العديد من الفنانين الجسد كوسيلة للتفسير والتواصل استناداً إلى تطبيق اللغة اللفظية والرمزية والإشارية في الإنتاج الفني، مما يخلق تلقائياً تفاعلاً بين ثقافة الفعل الأدبي وثقافة الجسد العاطفي. وهكذا، يتم تصور لغة الجسد باعتبارها ثقافة تكمل الموضوعات الإبداعية التي يتناولها الفنانون في مشاريعهم.

ومن بين الفنانين المشهورين الذين استغلوا أجسادهم في العمليات الإبداعية، هناك

جوزيف بويس (ألمانيا)

وهو يطور نهجًا أدائيًا للغة من خلال الجسد. في محاضراته وأدائه، يستخدم صوته وإيماءاته لإعطاء بعد نحتي للكلمات.

هناك أيضا

. بروس نومان (الولايات المتحدة الأمريكية)

يستكشف اللغة من خلال حركة الجسم. في مقاطع الفيديو الخاصة به (المشي بطريقة مبالغ فيها حول محيط مربع)، يحول الإيماءات البسيطة إلى نظام للتواصل.

ويثبت هؤلاء الفنانون أن اللغة لا تقتصر على الكلمات وتنوعاتها الصوتية التعبيرية، بل تمر أيضا عبر الجسد وحركاته وصمته وتحولاته وتداعياته في مواقف متعددة فرضتها ظروف الحياة وإكراهاتها المعقدة.

وصف التحليل لصورة الشاعر المغربي ( عبدالوهاب السملالي )

نرفق مع هذا النص صورة للشاعر المغربي الشهير عبدالوهاب السملالي المعروف بأشعاره الرمزية وارتباطاته الإيمائية والجسدية التي تضيف للشعر أشكاله ومواده وتنوعات ألوانه على شكل منحوتة حية أمام المتفرج.

تتميز حركات الشاعر الجسدية أثناء إلقاء الشعر غالبا بالتعبير الشديد والانسجام مع عواطف النص وتراكيبه الإبداعية المتعددة. يتحول جسد الشاعر إلى آلة إيقاعية لأبيات الشعر أو رقصة جسدية تتحرك وتتفاعل حسب درجات معنى الكلمات وقوتها العاطفية والرمزية.

وهكذا يحول الشاعر وجهه إلى مرآة للعواطف: الحواجب ترقص وتتجعد أو ترتفع على إيقاع الحروف والكلمات، العيون تضيء أو تغلق مما يثير القلق والدهشة، الفم يفتح بشكل بيضاوي للإشارة إلى شدة الكلام، وأحيانا في همسة، وأحيانا ينفتح على اتساعه لنطق الكلمات بقوة أو توجيه الرأس إلى الأمام لتهمس بسر، أو تقويم الجذع بفخر لتلاوة بيت شعري قوي، أو خفض العينين في موقف درامي...

كل هذه الإيماءات، والتي غالبا ما تكون عفوية أو معقدة، هي امتداد للفعل الشعري، ورقصة صامتة تعطي جسدا للكلمات وتدعو المتفرج إلى الشعور بالشعر بما يتجاوز اللغة.

ونلاحظ أن حركات اليد اليمنى للشاعر تتحول إلى آلة تنتج الإيقاع والمعنى وترافق الأبيات في حركاتها وفي رموزها وتعبيراتها لترجمة توتر مثلا أو صرخات داخلية. وتمثل حركاته الجسدية أيضًا رؤية مسرحية للسرديات الشعرية التي غالبًا ما تتميز بالتعبير المكثف والانسجام مع مشاعر النص.

 
 
 

Comentarios


موقع فنون الثقافي

©2024 by موقع فنون الثقافي . Proudly created with Wix.com

bottom of page