top of page
Search

اليد التي سرقت قلبي/ للشاعرة لطيفة العاصمي / الجزائر,,,,,,,,,,,,,,,,

  • Writer: وهاب السيد
    وهاب السيد
  • Apr 30
  • 1 min read



أحيانًا، تختبئ القصص الكبيرة في لحظات صغيرة...

هذه لحظة حقيقية من عمري، عشتها حين كنتُ في الثانية عشرة.

واليوم فقط، تجرأتُ على مشاركتها معكم.

اليد التي سرقت قلبي

لم يكن اسمي يعني شيئًا،

ولا كان عمري سوارًا يشدني إلى الوراء.

كنتُ طفلةً تمشي على حافة الأشياء،

حين عبرتَ —

كريحٍ لا اسم لها،

كضوءٍ لا ظل له.

على مقعد الحافلة المهتز،

مددتَ يدك نحوي...

لم تسأل شيئًا.

لم تعدني بشيء.

ومع ذلك،

صارت المسافة بين أصابعي وأصابعك،

أوسع من المسافات بين الكواكب.

أبعدتُ يدي خجلاً.

أبعدتها خوفًا.

أبعدتها كمن يهرب من نافذة إلى داخل البيت.

لكن في النهاية،

تركتُها.

تركتُها هناك،

على حافة لمستك،

كما تترك الأمواج نفسها لليل دون أن تطلب إنقاذًا.

كانت يدك دافئة،

دافئة بطريقة لا يحكيها الجلد ولا تعقلها الكلمات.

دافئة كمن يعرف الطريق إلى قلبٍ لا يعرف نفسه.

في لحظة واحدة،

لم أعد أشعر بالأرض،

ولا بالناس،

ولا برائحة المحرك العجوز.

كنتُ أنا،

ويدك،

وصمتٌ أعظم من كل الأصوات التي عرفها العالم.

حين نزلتُ من الحافلة،

ومشيتُ مع أمي وأخي،

كان هناك فراغ يتبعني.

فراغٌ يشبهك،

ممتلئٌ بالحياة رغم خفته.

التفتُّ قليلاً...

رأيتك واقفًا هناك،

كأنك حارسٌ لحلمٍ لا يعود.

ومنذ ذلك المساء،

لم أعد طفلةً كما كنت،

ولا أصبحتُ امرأةً كما حلمت.

صرتُ الغريبة التي عبرتك ولم تمر،

وأنت الغريب الذي لن أملك اسمه أبدًا.

 
 
 

Comments


موقع فنون الثقافي

©2024 by موقع فنون الثقافي . Proudly created with Wix.com

bottom of page