المسرح الجماهيري الذي نحتاجه/ مقال للكاتب محمد حسيب المصري / مصر,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- Nov 30, 2024
- 1 min read

المسرح الجماهيري الذي نحتاجه
بقلم محمد حسيب كاتب ومخرج مصري
الفرق بين المسرح الجماهيري والمسرح التهريجي الهابط، وهما بالتأكيد ليسا شيئاً واحداً، بينما هناك من يضع المسرح الجماهيري مقابل المسرح المُلتزم، وهو أمر ليس دقيقاً، فالمسرح الجماهيري يقابله مسرح النخبة أو النخبوي، أما مسرح الإسفاف فلا يقابله سوى المسرح التجاري .فالمسرح الجماهيري يلتزم بقضايا المجتمع، ويرفع من وعي المُتلقي ويظل خالداً ولا ينطفئ مثل عود الكبريت، لكن شكل وقالب المسرح الجماهيري، قد يكون الشكل الكوميدي أحياناً وهذا مهم ليتجرعه المُتلقي بسهولة، مثل الكلمات الجماهيرية عندما تلونها الألحان فيسهل وصولها إلى قلب وذهن المُتلقي.أما مسرح الإسفاف والتهريج فهو يُغيّب الوعي، فيخرج المتلقي وهو لم يضف إلى وعيه ووجدانه شيئاً، بل قد يخرج البعض وهو يشعر بالقرف، كمن ركض وأُنهك بلا هدف، ولم يتلق شحنة شعورية إيجابية، ومسرح الإسفاف يسود في أزمان الانحطاط العام، ولا يرسخ في ضمير المُتلقي، بل ينتهي ويتلاشى وهجه حتى ينطفئ، وهو مسرح خطر على الوعي وحتى على الشعور والسلوك، وصحيح أنه يُضحك لكنه إضحاك مبتذل.وعودة إلى المسرح المُلتزم أو الجاد.. وغيرها من التسميات، فلا يشترط أن يكون ملتزماً بأيديولوجية محددة أو فكر معين، المهم أن يكون ملتزماً بقضايا المجتمع، السياسية والاجتماعية والثقافية، وليس شرطاً أن يكون الحوار باللغة الفصحى أو يكون المضمون تراجيدياً أو مأسوياً، لكن المهم أن يكون جماهيرياً مهما اختار من شكل أو قالب، ويقابل هذا المسرح مسرح النخبة الذي يصلح للمهرجانات المسرحية المُغلقة، أو يقدم للمُتلقي النخبوي مادة لا يستسيغها الجمهور العادي أو يستوعبها.
Comments