المرسى الذي لم يكن/ للشاعرة ابية الروح ,,,,,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- Jan 30
- 1 min read

المرسى الذي لم يكن
________________
كان التراب يلهو بقطرة ماء
وكان النبت يرنو إلى حضن السماء
كانت الأرض كفًا مفتوحة
لا ترد سائلًا، ولا تكتم سرًا
قالوا: النهر دليل الطريق
فسرنا خلف الماء
لكنه تبدد قبل أن نبلغ المرسى
لم نترك أثرًا
ولم نجد أثرًا
كان الرمل يمحو كل شيء
قبل أن يكتمل
كل شيء يملك اسمًا
إلا الطفل الذي ولد على حافة الدرب
كان أبوه فلاحًا
وأمه غيمة لم تمطر
حين ناداه المساء
التفت إلى صدر أمه الخالي
قالت العجوز:
"الأرض تخبئ سرها في عمقها"
فحفرنا بأظافرنا حتى سال الدم
لكن كانت الصخرة صمّاء
والريح التي جاءت
حملتْ وجوهنا إلى البعيد !
على شفا الحقل
وقف رجل يطوي الأيام في كفه
سأل السنابل عن ليلها الطويل
لكنها لم تجب
كان فمها ممتلئًا بالحصى
الصوت الذي انطلق الفجر
ظل معلقًا في الهواء
لم يجد أذنًا تسمعه
أو طريقًا يسير عليه
كأنه ولد كي لا يقال
في آخر المدى
كانت الشجرة تتمايل ببطء
تصافح الريح كأنها تودعها
ولم يكن أحد يعرف
أين كانت الجذور
ولا متى انكسرت الأغصان
حين حل المساء
كان كل شيء كما هو
الطين ينتظر الماء
والريح تعيد سؤالها الأزلي
ولا أحد يجيب.
- أبية الريح
Comments