الفنان والاعلامي قاسم ماضي في ضيافة العربي الامريكي/سيرة وتاريخ فني ,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- Sep 16, 2024
- 10 min read
الفنان والاعلامي قاسم ماضي في ضيافة العربي الامريكي اليوم
رغم الخراب الذي عم بلادنا ، لكني مازلت أؤمن بدور الفن والثقافة النهضوي لإحداث التحولات الايجابية للمجتمع .
تمتاز جاليتنا العربية بإمتلاكها الكثير من المواهب في مجالات عدة ، فكما يوجد في صفوف جاليتنا العديد من المتميزين في مجالات العلم والمعرفة المختلفة ، يوجد أيضا ثمة فئة من المشتغلين بحقل الفن والثقافة والاعلام ، من أولئك الذين يؤمنون بدور هذه الفنون بوصفها مرآة بإمكانها أن تعكس ما يدور في أروقة المجتمع لتقوم بالتعبير عنه برؤى مختلفة وبأدوات متنوعة ، وضيفنا هذا العدد هو فنان مسرحي كما يصف نفسه بالمقام الاول ، لكنه ولج عوالم الاعلام والصحافة وفضاءات الثقافة المختلفة من خلال شغفه بهذه الفنون التي يوجد بينها وبين فن المسرح ثمة روابط فكرية ، ومنذ أن تأبطأ مشروعه الثقافي في العراق ومازال هاجسه الاول هو التعبير عن نبض مجتمعه العراقي والعربي وما يعانيه هذا المجتمع من إنكسارات الامر الذي فتح له باب نسج رؤآه الفنية على خشبة المسرح وعلى الورق من خلال ما يكتب ، ضيفنا لهذا العدد هو الفنان والاعلامي العراقي قاسم ماضي الذي كان معه هذا الحوار : -
هل لك أن تقدم لنا بطاقة تعريفية عن الفنان والاعلامي قاسم ماضي ؟
قاسم ماضي واللقب الفني " قاسم الصغير "
تولد محافطة بغداد – الرصافة لعام 1961 ، –حاصل على دبلوم الفنون المسرحية من معهد الفنون الجميلة بغداد – نهاية الثمانينيات
وحاصل على شهادة البكلوريوس من كلية الفنون الجميلة بغداد – قسم الفنون السمعية والمرئية فرع الاخراج الاذاعي والتلفزيوني – في تسعينيات القرن المنصرم
عند مغادرتي العراق و حينما حط الرحال بي إلى الولايات المتحدة الأمريكية درست في كلية " وين كاونتي كلج " وحصلت على دبلوم التربية الفنية وتخرجت عام 2007
حاصل على شهادة الماجستير من جامعة " مري كروف " في العلوم الإنسانية لعام 2019
- درست كورسين دراسات عليا في معهد البحوث والدراسات في القاهرة – صحافة
- عضو نقابة الفنانين العراقيين
- عضو نقابة الصحفيين العراقيين
- عضو الاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين
- عضو نقابة المصورين العراقيين
- صدر لي كتاب تقدي بعنوان " في ثنايا القصائد " عن دار نشر ضفاف
- صدر لي كتاب بعنوان " تجارب مسرحية " عن دار نشر مكتبة عدنان
- صدر لي كتاب بعنوان " زجاج في طريق الحفاة " وهو مجموعة نصوص مسرحية عن دار أمل للنشر في سوريا ، وترجم الى اللغة الانكليزية
- قدمت العديد من الأعمال المسرحية داخل العراق وخارجه أذكر منها مسرحية " بم " ومسرحية " اشجار الخير لن تموت " ومسرحية " جثة على الرصيف " ومسرحية " الزفاف " ومسرحية " الخروج دخولاً " ومسرحية " دزدمونه حبيبتي " ومسرحية " أصوات من نجوم بعيدة " وفي الاردن قدمت مسرحية " مجنون يتحدى القدر " ومسرحية " كوخ الكائن دمو " ومسرحية " يقظان وليد الصحراء " ومسرحية " كاتم صوت " وغيرها من الأعمال
- كما قُدمت لي مسرحية وهي من تأليفي في الجزائر من قبل بعض الموهوبين في المجال المسرحي بعنوان " دروب الضجيج "
- لدي العديد من المقالات في الصحف العربية والعراقية في المجال النقدي المسرحي والشعري والقصصي والروائي .
- حصلت على العديد من الشهادات التقديرية في داخل العراق وخارجه من قبل مؤسسات ادبية وفنية
- هذا الكائن " قاسم ماضي " الذي أحب الأدب والفن منذ نعومة أظافره وظل في غربته متواصلا ُ كي يوقد شموعه في المنافي عبر مفرداته التي حملها على ظهره بالرغم من الظروف المادية الصعبة فهو دائم الترحال وفي عقله وقلبه حب الوطن ويؤمن بدور الادب والفن في نهضة المجتمعات الانسانية.
-
- س2
- هل لك ان تحدثنا عن بواكير تجربتك مع المسرح والثقافة ؟
- نشأنا في مدينة في إحدى ضواحي بغداد يطفو فيها الفقر والعوز، حاربتها مختلف الانظمة التي تداولت الحكم في العراق ولطالما جعلت هذه الانظمة أبناء هذه المدينة وقودا ًلجميع حروبهم ومازالوا حتى اللحظة ينتهجون ذات المنهج ، هي إحدى مناطق شرق محافظة بغداد تقع في جانب الرصافة ، فهي الخزان البشري الذي لا ينضب في الحروب ، ومن هنا حملتُ امتعتي الثقافية وأنا في المرحلة الابتدائية حيث احببت عالم المسرح وتعلقت ُ بهذه الخشبة والتي معناها " خ ش ب " وقف الممثل على خشبة المسرح ، وهو حيز مرتفع في قاعة يقام بالخشب يؤدي فيه الممثلون ادوارهم " منصة " وهنا أقصد منصة التمثيل ، وكانت البداية في أوبريت مسرحي غنائي " بعنوان " السركال " وهو من تأليف الفنان : محمد سعدون " واخراج حسين اسماعيل ، وتوالت التجارب في مرحلة المتوسطة بعدة إعمال مسرحية أذكر منها مسرحية " جثة على الرصيف " للكاتب السوري المعروف سعد الله ونوس وهي من إخراجي وعلى قاعة مسرح المدينة في الثورة ، ومسرحية " زجاج في طريق الحفاة " من تأليف الكاتب المعروف محمد الماغوط ومن واخراجي ، ومسرحية " اصوات من نجوم بعيدة " على قاعة مركز بغداد الجديدة ، الى جانب بعض التجارب التي خضتها بمعية مخرجين آخرين، بعدها في معهد الفنون الجميلة قسم الفنون الجميلة حيث قدمت مسرحية " ومضات من خلال موشور الذاكرة " وهي من تأليف الكاتب القدير " جليل القيسي " ومسرحية " الخروج دخولا " تأليف الشاعر والإعلامي " عبد الحميد الصائح " وغيرها من الأعمال المسرحية ، وكان الكتاب لا يفارقنا رغم صعبة العيش " جيخوف " غسان كنفاني " غاربيل مارسيا ماركيز ، سلامة موسى ، محمود درويش سعد الله ونوس ، جليل القيسي ، والقائمة تطول وكل هذه الأسماء نشطّت لدينا الكثير من الصور في ذاكرة طرية تختزن الكثير عن معاناة الإنسان أينما يكون .
- بعد هروبنا من العراق ومن أجهزته الأمنية ووصلنا الى عمان كتبت في العديد من صحف المعارضة ومنها جريدة " الزمان " وجريدة " بغداد " وجريدة "العرب اليوم الاردنية" الى جانب بعض المطبوعات الاردنية الاخرى ثم قدمت اعمالا مسرحية في عمان ومنها دائرة شومان بمسرحية " كوخ الكائن دمو " وهي من اعدادي واخراجي من مجموعة نصوص شعرية " عدنان الصائغ ، جواد الحطاب ، جواد المسعودي ، عبد الامير جرص " وغيرهم بعدها قدمنا مسرحية في مسرح الحصن وهي بعنوان " مجنون يتحدى القدر" تأليف للفنان والكاتب العراقي يوسف العاني ، كما قدمت مسرحيات تنتمي لمسرح الطفل وغيرها من الأعمال ، وجميع هذه المسرحيات هي من بطولة زوجتي المبدعة " استبرق العزاوي ثم الإنتقال الى المحطة الأخيرة الولايات المتحدة الأمريكية قدمت العديد من الاعمال في المسرح ، وكانت لي تجربة في واحدة في المسرح التجاري ، وهي مسرحية " ناس فوق وناس وتحت " من تأليف صلاح كولاتو ومن اخراجي ، ثم جاء بعدها مسرحية " كاتم صوت " اعدادي واخراجي ، و هي مسرحية قمت بتقديمها بتكليف من وزارة الثقافة العراقية وقُدمت ضمن أيام صلاح الدين الثقافية كما شاركت في مهرجان الشاعر " مصطفى جمال الدين الذي تم تنظيمه في ديربورن" بمسرحية " يقظان وليد الصحراء " وقدمت على قاعة مكتبة هنري فورد ، كتبنا في جميع الصحف العربية الصادرة في ميشيغن ومنها الحدث ، صدى الوطن ، رؤيا ، ومجلتكم الموقرة مجلة العربي اليوم " وغيرها من الصحف ، ذلك يلخص تجربتي مع الاعلام والمسرح عبر رحلة إستمرت عقودا من الزمن
س3
من المعروف أنك فنان مسرحي ولك تجارب في العراق والاردن وهنا في ديربورن ، ما السبب الذي جعلك تدخل عالم الصحافة في المهجر ؟
من النادر أن يختار الإنسان بين مصدر رزقه ومجال هوايته ، فهنا في الولايات المتحدة الامريكية الأمر مختلف حيث نعيش في دولة رأسمالية تفرض على أي شخص أن يحاول التأقلم مع ملامح تلك الحياة الرأسمالية و لشدة توحشها تكاد تختفي مظاهر الفن والثقافة أو تنحسر لعدم وجود جهات داعمة ، لأن المسرح بوصفه فنا ً دراميا ً ويحتاج إلى ادوات كثيرة ويعتمد على الكثير من المصادر ويتطلب جمهورا وأهم عنصر يحتاجه المشتغلون بالمسرح وخاصة المسرح الجاد الملتزم وليس المسرح التجاري الذي لايعبأ بجودة الرسالة الفنية وطرق معالجتها جماليا ً بقدر ما يعبأ بعنصر الاضحاك فقط أهم عنصر هو ما يسمى بجهة الانتاج ، ولأن المسرح الذي درسناه وتربينا على خشبته يحتاج دعما ً ماديا لاسيما في بلد رأسمالي كالولايات المتحدة ، ولكي تقدم َ عملا ً يحمل عناصر الجودة البصرية الى جانب المضمون هنا في هذا البلد أو في اي مكان في العالم لابد من أموال ولاشك أن المسرح يبقى منصة مهمة للحديث عن قضايا الناس الذين هم بحاجة الى من يوصل صدى صوتهم ومشكلاتهم في هذا العالم المضطرب ، ويمكن القول أن ليس هناك أي مؤسسة بعينها يمكنها تبني إنتاج أي عمل مسرحي هنا في ميشيغن، لأن المسرح يحتاج إلى جهات متخصصة وتملك المعرفة في هذا المجال ، وكما يقال " أعطني خبزا ومسرحا أعطيك شعبا مثقفا " والمسرح شكل من أشكال الفنون يترجم فيه الممثلون نصا مكتوبا الى عرض مسرحي على خشبة المسرح ، ولهذا يحتاج الى توفير البيئة المكانية المناسبة ولكوادر فنية ومن الصعب توفرها في ظل عدم توفير الجوانب المادية التي يحتاجها أي عرض مسرحي من أجور الممثلين وبقية المشتغلين في مكملات العرض المسرحي ، ولهذه الاسباب حاولت التعبير عن أفكاري من خلال نافذة الصحافة والنقد الذي من خلاله نمارس هوايتنا الثانية وهي الكتابة التي تعد متنفسا ً رديفا ً للفن المسرحي وقد توزعت كتاباتي سواء في الجرائد والمجلات وهي تزود الأفراد والجماعات بالمعلومات التي يحتاجونها في حياتهم ، وحتى لا أبتعد عن موهبتي كثيرا فثمة علاقة بين المسرح والصحافة فكلاهما نافذتان لإرسال الرسائل كي نعطي اشارات مهمة للجمهور المتابع ، ولو رجعنا قليلا نجد ان عددا كبيرا من الفنانين والممثلين اخترقوا المجال الاعلامي المرئي والمسموع والمقروء في أيامنا هذه ، وها نحن نفضل البحث عن أية كوة لمواصلة رسالة المسرح . ومن خلال الكتابة التي هي حقل ثقافي مهم في حياتنا وصعوبتها تكمن في أنها تحتاج ذهنا ً متوقدا ً ولغة معبرة ليكون الصحفي والكاتب فعالا ً ومؤثرا ً في هذا الوسط .
س4
نقرأ لك بين الفينة والأخرى مقالات نقدية في الشعر والرواية والقصة ، كيف تصف تجربتك النقدية ، وهل ترى نفسك ناقدا ً أم مخرجاُ أو ممثلاً مسرحيا ؟
استطيع القول أن الكتابة النقدية جزء من هوايتي التي اتطلع اليها ويجب علي كمثقف أن أتواصل مع القارئ عبر الجديد من الرؤى ، وحتى استخلص رؤية أي منجز أدبي يقع بين يدي للقارئ لتوضيح مدى المطابقة بين البناء المجتمعي المقترح في النص الادبي وبين الواقع على الارض ، ،ومدارس النقد المختلفة التي إطلعت عليها من " ميخائيل باخيتن " باعتباره منقذا فلسفيا انتشل مؤسسة النقد ، الى الشكلانية الروسية والبنيوية اللغوية أو التوليدية كل هذا جعلني اخوض في هذا المجال بوصف النقد جزءا لا يتجزء من حرية التعبير وفرصة لإجراء قراءة جديدة للمنجز الادبي إستنادا الى معايير حكم معينة ، ولهذا اصدرت كتابا ً في هذا المجال " في ثنايا القصائد " الذي راى النور وقد نفذت الطبعة الاولى وكتب مقدمته الشاعر العراقي المعروف " عيسى الياسري " ومن المؤمل إعادة طباعته محاولا ً بذلك إيصال رأي نقدي يدعم التنوع الثقافي ، ولا زلنا نحتاج الكثير بعد ان تعلمنا من الذين سبقونا في هذا المجال ، وبإعتقادي نحتاج الى الانفتاح على الدراسات الثقافية والفلسفية كي نعزز قدراتنا النقدية ، وبهذا لا أستطيع الحكم على نفسي وانما يظل القرار إلى الآخر المتلقي الذي يتابع ما أكتبه عن نتاج الكثير من المبدعين من العراقيين والعرب في المجال القصصي والروائي والشعري ، والحمد لله ولا أغالي ان معظم الكتاب يرسلون لنا ما يكتبون ونحن بدورنا نقدم قراءة لمنجزهم الأدبي ، اما الشق الثاني من السؤال فانا أجد نفسي مخرجا مسرحيا بالمقام الاول لأن الإخراج المسرحي الذي درسته في معهد الفنون الجميلة أتاح لي البحث في فضاءات جمالية وفلسفية أرحب لأتمكن من صياغة الرؤية البصرية على خشبة المسرح بما يتناسب مع المغزى الفكري الذي أريد التعبير عنه بصريا ً ، وأنا أميل إلى المخرج المبدع وكما يقال حيث يرى المخرج نفسه فنانا مبدعا يتعامل مع عناصر العمل المسرحي ، سواء العناصر التي تؤدي الشخصيات ( الممثلون ) او العناصر التي تتصدى لمهام تصميم وتنفيذ الاضاءة والديكور الازياء وغيرها من العمليات المرتبطة بصناعة العرض المسرحي أو ، فريق الإنتاج ، ويستمع هذا المخرج لآراء الممثلين ، وقدمنا تجارب متنوعة في داخل العراق وخارجه ، وكتب عنا في الصحف والمجلات العربية وغيرها . ، وأنا أعكف حاليا ًعلى إخراج عمل مسرحي بعنوان " تداعيات وطن "
س5
لك حراك متميز في مجتمع الجالية من حيث التغطيات الصحفية التي تقوم بها ، كيف تقيم تجربتك الاعلامية مع جاليتك العراقية والعربية ؟
من منطلق خلفيتي الاعلامية حاولت رصد الاحداث والانشطة بمختلف تنوعاتها والمناسبات العامة والخاصة التي يشهدها واقع جاليتنا العربية والعراقية وقد حاولت إيصال صوت الجالية عبر وسائل الاعلام المقروءة والمرئية ومنها وسائل التواصل الاجتماعي وأردت من خلال هذه التغطيات الاعلامية تسليط الضوء على الايجابي والسلبي لهدف معالجة الخلل ، ولكني الآن أشعر بالأسف لان قطاعا ً كبيرا ً من أبناء الجالية مازالوا حتى الآن لا يمتلكون الوعي الكافي إزاء الاعلام ورسالته التي يجب أن محايدة وموضوعية وتقف مع قضايا الناس لا مع الطرف الاقوى في المعادلة لأسباب مادية أو جهوية ، وقد حاولت من خلال كتاباتي طرح العديد من الاسئلة المسكوت عنها التي يعاني المشهد العراقي تحديدا ً بهدف تنشيط الوعي الا أنها لم ترق للكثير من أولئك المستفيدين من الاحزاب التي تملك المال السياسي وتقبض على جمر السلطة في العراق لذلك تمت محاربتي ، والجميع يعرف ان الاعلام اهم وسيلة من وسائل التاثير الجماهيري وهو السلطة الرابعة ، وقد لعبت دورا في حياة المجتمعات الانسانية من حيث مساهمته في تصحيح المسار الخاطئ ، ولأن الكثير من أبناء جاليتنا لا يدعم الاعلام سواءا كان سمعيا أو بصريا وتلك هي الطامة الكبرى، ولا توجد مؤسسات كبرى تدعم الإعلامي حتى يستطيع ممارسة نشاطه الاعلامي بحرية وموضوعية واسترخاء ، وتختلف الجاليات من جالية إلى أخرى في منفانا هذا تبعا الى علاقاتها وسياستها الاعلامية ولا أريد الخوض في الكثير من التفاصيل ، وكنا نبث الصور والكلمات الى الجمهور عبر وسائل الاعلام المتنوعة ولاسيما ( الشوسيل ميديا ) وهي معروفة لدى القاصي والداني ، والمشتغل بهذا الحقل يجد ان المسؤولية الاعلامية الملقاة على عاتقه صعبة لما فيها من ضوابط واحكام مشددة ، حيث انها تسهم في حركة تطور المجتمع ، ولا ننسى ان في هذه الجالية الكثير من الطاقات تسهم في تنشيط واقع الجالية وتغير حالها عبرأدوات ينطلق منها البعض وخاصة من الذين يقدروا جهود الشخص الاعلامي الذي يرصد الاخبار ليقوم بنشرها عبر منصات الاعلام .
س6
كيف تقيم المشهد الثقافي والفني في العراق في ضوء التحولات السياسية والاجتماعية التي مر بها العراق ؟
المتابع لهذا المشهد يجد أنه بعد دخول الاحتلال الامريكي للعراق في عام 2003 ، طرأ ثمة إختلاف على المشهد الثقافي العراقي فقد إختلفت الموضوعات التي تم تناولها في مختلف ألوان الادب الروائي والقصصي والشعري وإستفاد المشتغلون بهذا الحقل من الحرية النسبية التي أتيحت لهم بفعل وجود التعددية السياسية التي لم يستطع ساسة العراق الجدد تجسيدها كما ينبغي بل جسدوا عوضا عنها مبدأ المحاصصة السياسية التي تعد مصدر الفساد في العراق ، وما يمكن ملاحظته في فترة ما بعد التغيير في العراق أن ثمة فجوة باتت واضحة بين المثقف والطبقة السياسية في العراق التي لا تؤمن بدور الثقافة والفن التنويري وهي تريد ثقافة مؤدلجة تناسب طروحاتها السياسية لذا فالاديب والفنان مهمش في العراق لان الثقافة ينظر لها بشكل ثانوي والجدير بالذكر أن الخراب الذي عم العراق طال معظم البنى التحتية الثقافية في العراق مثل المسارح ودور السينما والمكتبات ولا يمكن أن تنهض الثقافة الا بتفعيل الجهود الوطنية والايمان بدورها النهضوي ولابد من استقطاب المثقفين العراقيين الذين قصدوا المنافي المختلفة منذ تسعينيات القرن المنصرم وبعد 2003 ، ويمكن القول أن مختلف قطاعات الثقافة والفن معطلة لعدم وجود أستراتيجية فعالة تعيد للثقافة العراقية ألقها ولكن تبقى بعض الانشطة الثقافية تقام هنا وهناك ةتبقى حركة الكتابة الادبية بوصفها فعلا فرديا مستمرة من قبل الادباء وقد حقق عدد من الادباء العراقيين حضورا ً مميزا في المحافل الادبية العربية ، ويبقى الفساد والطائفية هي الآفة الاكبر التي تعطل دور التنمية الشاملة في العراق وجميع القطاعات في العراق تعاني التدهور مثل الزراعة ، الصناعة ، التعليم ، الصحة ، المياه ، وتجدر الاشارة الى أن ما تحقق من بعض الانجازات الثقافية والفنية يندرج في إطار الجهود الذاتية للمبدعين العراقيين وليس بسبب دعم مؤسسات الحكومية لهم ، وإزاء هذا التدهور فإننا كعراقيين نراهن على دور الوعي الوطني لدى الكثير من أبناء العراق لتطوير مختلف القطاعات بما فيها قطاع الفن والثقافة لانهما يمثلان النافذة الحضارية للبلد وأراهن على دور الشباب في التصدي لحالات الفساد عبر إيصال صوتهم لصناع القرار ، وأعتقد أيضا ً بأن مسلسل الفساد الاداري والمالي في العراقي بحاجة الى مساعدة المنظمات الدولية المعنية بمعالجة هذا النوع من المشكلات ، الذي يعصف ببلدان مثل العراق لابد من وجود منظومة قانونية حقيقية فعالة قادرة على محاسبة المفسدين الذين نهبوا العراق منذ 2003 بما يعادل ترليون دولار بحسب التقارير الدولية ولم يتمكنوا من تحقيق أي مشروع تنمية على الارض وظلت مشروعاتهم المزعومة على الورق فقط .
العربي الامريكي اليوم





Comments