top of page
Search

التحليل النقدي لقصة "سأفترض أنني خسرتك" للقاص جمال نوري/ علي البدر / العراق ,,,,,,,,,,,,,,,,,

  • Writer: وهاب السيد
    وهاب السيد
  • Jan 24
  • 3 min read



التحليل النقدي لقصة "سأفترض أنني خسرتك" للقاص جمال نوري

علي البدر Ali Albadr

       القصة تحمل في طياتها مزيجًا من التأمل الفلسفي والصراع العاطفي، حيث تتجلى ثنائية الأمل واليأس، المثابرة والانكسار، في رحلة رمزية نحو تحقيق الذات والوصول إلى القمة. النص مكتوب بأسلوب مكثف، يزخر بالصور البلاغية والاستعارات التي تعكس الحالة النفسية للشخصيتين الرئيسيتين.

الموضوع والمحتوى:

      القصة تتمحور حول تحديات العلاقة الإنسانية في مواجهة المصاعب، ويجسد "الجبل" رمزًا للمصير والطموح، حيث يعكس الرغبة في الوصول إلى القمة بالرغم من العراقيل. يتضح أن هناك وجهتي نظر متباينتين: الراوي يصر على المضي قدمًا، مستندًا إلى إيمانه بالاستحقاق والسعي، ويرفض الاستسلام للخيبة. هذه الشخصية تتسم بالإصرار والعزيمة، حيث يرى في الطريق الشاق تحديًا يرفض الهروب منه. الشخصية الأخرى تشعر بالتعب والتردد، مما يوحي بتناقض داخلي بين الإرادة والانكسار. انتقالها من القوة إلى الضعف يعكس تحولات المشاعر البشرية تحت وطأة الظروف والتجارب.

        التعبيرات مثل "لا أرتضي بغير القمم" و"لن تلفني الوديان إطلاقًا" تُظهر شخصية متشبثة بأحلامها، في حين أن الجانب الآخر يتراجع تحت وطأة الإرهاق وفقدان الأمل، مما يخلق حالة من التوتر الدرامي بين شخصيتين تعكسان صراع الإرادة أمام الاستسلام.

التحليل الأسلوبي:

          يعج النص بصور استعارية وتشبيهات قوية، مثل "نهر منحدر"، "واحة الفصول الوارفة"، "يباب قاحل"، مما يعكس غزارة المشاعر والانفعالات. ونلاحظ استخدام العبارات الافتراضية مثل "سأفترض أنني خسرتك"، يعزز وقع الفقدان المحتمل والتشبث بالأمل في آن واحد. التضاد: بين "القمة" و"الوديان"، "الواحة" و"اليباب"، "الضوء" و"العطش"، يمنح النص بعدًا فلسفيًا حول جدلية الأمل واليأس وبإيقاع داخلي متصاعد يعكس حماس الشخصية الرئيسية، يتخلله هدوء وتأمل في المقاطع التي تعبر عن مخاوف الطرف الآخر.

       وعند تفسير الأبعاد الرمزية ضمن بعد تحليلي نفسي، نجد أن النص يتناول قلقَ الفقد والتمسك بالماضي كعامل محفز للاستمرار. الراوي يعيش صراعًا داخليًا بين احتمالية الخسارة والتمسك بما تحقق، ويبدو أنه يرفض فكرة التراجع، متشبثًا بذكريات الماضي باعتبارها وقودًا للمستقبل. حيث يمتل الجبل العقبات الحياتية التي تذوب بالمسير المتواصل لتحدي العقبات بطريق الوصول الى القمة في رحلة الحياة. وفي كل الأمور لابد من الالتزام بالعلاقات رغم التحديات. أما الجدب والجفاف فقد تمثلا بالفقد العاطفي والانطفاء بعد العطاء.

الخاتمة والتأويل:

      ورغم أن النص سرد طغى عليه أسلوب الشخص الثالث third person متداخلًا مع حوار ثنائي قصير dialogue مبتعدا عن الارتجاعات flash back متجنبا الحبكة المعقدة complicated plot التي تشرك القارئ وربما تجبره على التفكير، نرى القاص قد وضع المتلقي في حالة من التأهب لاقتناص ما يصبو اليه النص. القصة اذن تقدم رؤية تأملية عميقة حول الإرادة والتمسك بالأحلام في بعد زمكاني أزلي خلال خيبات مشحونة بالعاطفة والجمال اللغوي والعمق الفلسفي.

     وهكذا نرى القاص جمال نوري يرسخ الأمل والتفاؤل ويظهر قوة الفرد في قهر اليأس: "لا يمكن أن افترض خسارتك وانا الذي ربحتك وربحتني.. أوقدنا في بعضينا حقولًا زاخرة بالفرح، مدنًا زاهية بالأضواء والمباهج السرمدية."

      خسارة افتراضية انتهت بنص نهايته مفتوحة لأن الوصول إلى الجبل يستمر مع تواصل الحياة. ".. ها هو ذا الجبل يلوح لنا قريبًا وقصيًا.. هيا لنواصل ما دمنا لا نستطيع ان نتقهقر ".

تحياتي والورد.

علي البدر Ali Albadr

القصة:

      "سأفترض انني خسرتك"

ليس من العدل والانصاف أن نرتقي هامة هذا الجبل من دون استعداد وتصميم وارادة صلبة تنتشلنا من ركود الاحاسيس وجمودها ..هل يمكن التفريط بسنوات رافلة بيقظة مجساتنا وعواطفنا الجارفة كنهر منحدر من قمة شاهقة .؟.لا اعتقد بأنني ساكون قادرا على ترك الطريق ومغادرته الى الأبد..

قالت بتردد: اخترنا طريقا صعبا ولا بد أن يتوقف المسير..

اردف قائلا :لولا انه صعب وعصي لما سلكته..لا ارتضي بغير القمم..ولن تلفتني الوديان اطلاقا

انطوت على نفسها يأكلها الذبول والخسران مع انه لم يعهد بها غير ارادة هائلة كانت محط اعجابه ودهشته الدائمة.. يقينا هي الوحيدة التي كانت تبتكر المواقف واللحظات النادرة بسخائها وبذخها ...هل يمكن لهذا العطاء ان ينضب على حين غرة وتستحيل واحة الفصول الوارفة بالوجد الى محض يباب قاحل يشتعل عطشا وجفافا!!

سأفترض انني خسرتك واودعت فيك كل براكيني وجنوني، كيف لي أن لا أكون وانت كنت في كل تفاصيلي وتضاريسي ومواسمي رياحا وبروقا ونزقا ثوريا يعصف بالركود والثوابت البالية. لا يمكن أن افترض خسارتك وانا الذي ربحتك وربحتني.. اوقدنا في بعضينا حقولا زاخرة بالفرح، مدنا زاهية بالأضواء والمباهج السرمدية ..

"ها هو ذا الجبل يلوح لنا قريبا وقصيا.. هيا لنواصل ما دمنا لا نستطيع ان نتقهقر."

 
 
 

Commentaires


موقع فنون الثقافي

©2024 by موقع فنون الثقافي . Proudly created with Wix.com

bottom of page