top of page
Search

الاختيار / مقال للكاتب / عبد السلام فزازي / المغرب ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

  • Writer: وهاب السيد
    وهاب السيد
  • Apr 25
  • 2 min read


ree

في زمن قملي الشكل كثيرا ما تساءلت في استغراب وغرابة: ماذا رباه

لو خُيّرت بين الانتماء إلى اتحاد الكُتاب أو الفيفا... لاخترت الفيفا مُكرهاً!

أجل لا الزايد على الواقع المعيش وبتلاوينه التي جعلتني حقا أقول وسأقول:

لو قُدّر لي أن أُخيَّر بين أن أنتمي إلى اتحاد الكُتاب أو إلى منظمة الفيفا، لاخترت دون تريث الفيفا مُكرهاً، أكيد ليس حباً في كرة القدم التي اصبحت عاشقة ومعشوقة الأنام دون استثناء، ولا حتى تعلقاً بالملاعب والساحات التي أصبحت ظولة داخل دولة بين مملكة تفوق تاريخيا اعتى المماليك التي عمرت فوق هذه الارض ومنذ الأزل، ولكن اختياري هذا للفيفا – رغم كل ما يُقال عنها – لانها استطاعت اقناع العالم كيف تُدير مصالحها، وتفرض احترامها وكيف تقنع الناس والحكام والحكومات بحسن التدبير واسمالة العالم لرحابه التي تستجيب لحب الناس دونما عشق بهلواني.. الفيفا التي استطاعت ان تجعل من كرةٍ صغيرةٍ حجما كما قد يبدو لنا إلى لغةً عالمية أو بالأحرى إلى- ميتالغة تُتداول على ألسنة الجميع.

ويبقى انتمائي شخصيا لاتحادات عدة وانطلاقا من اتحاد كُتاب المغرب وصولا إلى اتحادات – في أغلب أقطارنا العربية – هذه الاتحادات جميعها قادتنا حقيقة إلى تصورها مجرد رمزا للجمود والتكلس والتقوقع حول الذات حتى في معارضها نعترف أنها لا تمثل الجماهير الواسعة بقدر ما تمثل مجموعة من المثقفين يتبادلون صلة الرحم بينهم مع أخذ صور تذكارية تخلد لحظة من لحظات لقاءاتهم التي تبغيها البواكي والعدالة في آخر المطاف إلى ظهور وجوههم التي تغزوها التجاعيد مما يدل على أن الزمن فعل بهم ما فعل بأصحاب الكهف ، اتحاداتنا بقيت وستبقى تعيش في الظل، لا يسمع لها صوتا والقراءات النقدية تبقى هل الأخرى مجرد قراءات اخوانية بعضهم يمجد في بعض في استحياد لا يمكن أن تقارن في آخر المطاف بالزمن الجميل حيث فضحته اعني الكتاب وسائل التواصل الإجتماعية، ومع ذلك يجب أن نبوح حقيقة أن الاتحادات لم يعد لها أي أثر يذكر، إلا حين تُوزع المناصب أو تُمنح الامتيازات ومن قبل وزارة هي الأخرى تموت امامنا بالتقسيط انطلاقا من الميزانية المخصصة لها من ميزانية الدولة الشحيحة عدا ميزانية الفيفا - الدولة. وفي خضم هذه التساؤلات بتنا جميعنا نتساء وباستغراب أيضا قائلين: أين الاتحادات من هموم الكُتّاب الحقيقيين؟ وكيف لنا أن ننتظر منها قوة وشدة من معارك الحرية والتنوير؟ ومن الدفاع عن الكلمة في وجه الجهل والاستبداد؟.

أما الفيفا وما ادراك ما الفيفا فهي حقا لها سياسية واحدة وموحدة تتمثل في منطقها الربحي، مع التُسويق لمبارياتها مع فرض شروطها التي لا تقبل القسمة على اثنين، هي التي تجعل وبثبات من لاعبيها نجوماً عالميين وهنا لا يمكن قياس اللعب بالكاتب. ويبقى هذا الأخير رغم ما يحمل من رسائل سامية، يبقى على قارعة الطريق مجرد فريسة الإهمال والتهميش. وفي ذات المطاف يا ويله لو حاول عبثا النطق بكلمة حرة، ليجد نفسه محروماً من عضوية، أو مهمشاً في زاوية من زوايا الاتحاد، بل غالبا ما يزج به في غياهيب السجون، أم عن انتمائه فيبقى مرهوناً بالصمت والمحاباة وكأنه أصبح مجرد دودة زائدة في العالم الغرائبي بامتياز.

ومع ذلك ونحن نستغرب في البوح المضني سنبقى أيضا نتساءل وكأننا نسلخ جلودنا:

فهل يحق لنا أن نلوم من اختار الفيفا على اتحاد الكُتاب؟

ربما لا، بل أكيد لا، والحال أن من يبحث عن الفاعلية والاعتراف، ولو من الأبواب المغلقة فلن تفتح له مع الكتاب أو الكتاب عامة، لكن باقي الأبواب تبقى مفتوحة على مصراعيها؛ وهذه حقيقة لا يتناطح عليها كبشان..!

*- الدكتور عبد السلام فزازي من فاس الجميلة عاصمة العلم..

 
 
 

Comments


موقع فنون الثقافي

©2024 by موقع فنون الثقافي . Proudly created with Wix.com

bottom of page