top of page
Search

(( أنا العراقُ ))/ للشاعر الجميل غزوان علي / العراق ,,,,,,,,,,,,,,,,,,

  • Writer: وهاب السيد
    وهاب السيد
  • Dec 13, 2024
  • 2 min read



(( أنا العراقُ ))

بعضي مِن الجمرِ بعضُ الجمرِ مِنْ حُرَقي

      والرّعـدُ صوتي وماءُ السّحبِ مِنْ غَــــدَقي

والعصفُ والمــوتُ مِنْ جندي ومِنْ خدمي

     ما أظلــــمَ الليلُ لولا الخـــــــوفُ مِن ألقي

والنُّجــــــمُ ساريتي والأرضُ مملكــــــــتي

      والرّيحُ صاحبتي في وحشــــــــــةِ الطّرقِ

والشّعرُ في سفــــري ما عدّتُ مِنْ سفري

       لحــــــناً يُقطّعني نزفاً عـــــــلى الــــورقِ

والشّمسُ ما اشرقتْ في الأفقِ ساطعــــــةً

      إلاّ ومطلعُهـــــــــا قد كـــانَ مِنْ حــــدقي

والوردُ ما عطّرَ الأرجــــــــــــاءَ منتشراً

      إلاَ وقــــــد أخــذَ الأشــــــــذاءَ مِنْ عبقي

لو صحتُ بالبحرِ غصَّ البحــــرُ مرتجفاً

        وغارَ يبحثُ في الأعمــــــــــاقِ عنْ نفقِ

والأرضُ تفزعُ مِنْ خطــــوي إذا عثرتْ

      والرّيحُ تقلـــــقُ أنّى استشعــــــرتْ قلقي

والطّــــــــيرُ تتبعُ آثاري محلّقــــــــــــــةً

        بغـــــيرِ ســـــيفي طيورُ الأرضِ لمْ تَثِقِ

والحربُ لو شمّرتْ عنْ ساقِهــــا غضباً

           أنزلتُ فيهــــــا الذي يُشقي ولمْ تَطُقِ

مِنْ غضبتي تستجيرُ الجنُّ قائلـــــــــــــةً

       نعـــــــــوذُ منكَ بربِّ النّاسِ والفلــــــــقِ

جـــــــــــنودُ ابليسَ تخشى مِنْ مُطاولتي

         لأنّني المــــــــوتُ لا أُبقي عــــلى رمقِ

لو اعطيَ الجاهــــــــلُ التّياهُ أجنحــــــةً

        لا يرتقي القمّةَ الشّمــــــــــاءَ مِنْ خُلـقي

لو حلّقَ النّسرُ في الأجواءِ مرتفعـــــــــاً

       فليـــسَ يُدركُ في معـــــــــــراجِهِ أُفقي

أنا العــــــــراقُ عـــــــــــراقُ اللهِ جنّتهُ

       مذْ أوجـــــدَ الكـــــونَ والأشياءُ لمْ تَفُقِ

أنا العــــــــراقُ عصيّاتٌ ســـــــــواترُهُ

      لا تنحني لحقـــــــــودٍ حاســــــــدٍ خَرِقِ

أنا العــــــــــــــــــراقُ عظيماتٌ مآثرُهُ

         ومبدعُ الحـــــرفِ فوقَ الطّينِ والورقِ

تناسلتْ أحــــرفي كالشّهبِ لامعــــــــةً

         ملاحمـــــــاً سُطّرتْ في غيهبِ الغسقِ

وذا ترابي حضاراتٌ وما نطفـــــــــأتْ

         رغمَ الدّياجي وما أعيتْ مِنْ الرَّهـــــقِ

مِنْ بابلَ المجـــدِ مِنْ آشــورَ مِنْ أكـــدٍ

        مِنْ ســـــــــومرٍ كـانَ بدئي ثمَّ مُنطلقي

مذْ شــعَّ فجــريَ فوقَ الأرضِ مُزدهياً

         ســــــيفي بخـاصِرتي والدّرعُ معتنقي

والخيلُ تحملُني كالرّعدِ صاهلــــــــــةً

           أنّى نســــــــــيرُ نضيءُ الليلَ بالبَرَقِ

أمضي وخلفي صلالُ البيدِ زاحفــــةٌ

           بعــــاصفٍ قادمٍ بالويلِ والغــــــــرقِ

أشــــــبعتُ قتلايَ موتاً حينَ أطعنَهم

          وهـا همُ اليومَ أشــــــلاءٌ على طبقي

ما قلتُ للحربِ لو شبّتْ بوارقُهـــــــا

             رحماكِ إنّي عجـــزتُ الآنَ فارتفقي

ويا سيوفً خذي ما طابَ مِنْ جسدي

          لنْ أُســـــــلمَ الكفَّ مغلولاً إلى العنقِ

أُقــــــــــــاتلُ الظّلمَ ما دارتْ دوائرُهُ

            لو شوّهَ الظّلمُ وجهَ الأرضِ مِنْ نزقٍ

وارزعُ الحبَ في ارجائِهــــا قمـــراً

            حتّى يعــــودَ إليهــــــا وجهُها الأنِقِ

فالحبُّ مِنْ لغتي والفضلُ مِنْ شيمي

           والجودُ مِنْ كرمي والبحرُ مِنْ ودقي

..............

شعر ورسم/ غزوان علي

 
 
 

Comments


موقع فنون الثقافي

©2024 by موقع فنون الثقافي . Proudly created with Wix.com

bottom of page