ثلاث مكالمات هاتفية / سرد ادبي / للكاتب نبراس سالم / العراق ,,,,,,,,,,,,,

ثلاث مكالمات هاتفية.

المكالمة الأولى.

كم أمقت من يتصل بي ناشئة الليل، ساعة رغبتي الدخول في النوم، لا أستطيع إقفال الهاتف خوفا أن تكون هناك حالة طارئة بحاجة لخدمتي، كان على الطرف الآخر صديقي وزميل الدراسة، افترقنا في الحياة الجامعية، عاود الاتصال بي بعد إصابته بداء السكري، فرحا على غير عادته، جميل يبدو أنه قد سمع كلامي، أخيرا، واقتنع بمسببات المرض، من عوامل وراثية والتوترات النفسي وعدم الالتزام بالطعام صحي وأخيرا وأولاً الرياضة.

لم يكن هذا سبب فرحه، بل كان شامتاً بي وبأطباء الغدد الصماء والسكري الذين عالجوه.

-رغما عن كل كتبكم ومعلوماتكم، لقد وجدوا علاجا ناجعا، لمرضي، لن احتاج بعد اليوم لنصائحكم وعلاجكم.

رحل إلى قرية بعيدة، كافرا بكل وصفات العلاج وتقارير المختبرات وتحاليلها، ذاهبا نحو بطل من أبطال الكيبورد، نشر في صفحته الشخصية عن اكتشاف مذهل لعلاج السكري، منشوره لاق استحسان صديقي وعشرات الآلاف من المتابعين معه، الكل يقسم بأغلظ الأيمان، شفاؤه على يد هذا الرجل المبارك.

لم يردع كلامي المبعثر من لسان ناعس ثنيه، كان في السيارة عند منتصف الطريق، عليه الوصل مبكراً، مواعيد ذاك الرجل بحسب ما أخبروه مزدحما، الناس تنام في الشارع الذي يقطن فيه، والجيران تتلطف عليهم بالأغطية والوسادات ليناموا عليها حتى مطلع الفجر.

المكالمة الثانية

ناصح هذه المرة، يهديني لطريق ذلك الرجل وعنوانه.

-ما أجمل الحياة، كيف لكم أن تحرموا مرضاكم مما متعنا الله به من ملذات الحياة، صدقني منذ شهر مستمر على علاج الشيخ، لم أحرم نفسي من أي طعام، كلما تشتهي نفسي تناوله، الحياة جميلة دون موانع، عدت إلى عملي ونشاطي وعلاقاتي، العلاج بسيط فقط خذ……

-دع علاجه لك، ولكن أقسم عليك بصداقتنا، ألا تترك تحاليل السكر في الدم، والمواظبة على زيارة طبيبك، وافعل بنفسك بعدها ما تشاء، ما تعيشه الآن تسمى فترة شهر العسل وهي حالة شائعة عند الأطفال المصابين بداء السكري، لكنها نادرة عند الكبار لن تدوم إلا لبضعة أشهر وستعود لحالتك، أنصحك بالصبر والرضا بنصيبك عسى أن يكتشف في المستقبل علاجا ناجعا بحق لحالتك.

المكالمة الثالثة

-أنقذني بالله عليك، لا يستطيعون بتر قدمي المصابة بغرغرينه السكري، حالتي العامة لا تسمح، ساعدني.

نبراس سالم

بغداد